المرحوم الحاج سعيد حسن الصفار «أبو حاتم»
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
أصبحت الحياة مخيفة، وكل يومٍ نفجع بخبر حزين ومؤلم، الأوجاع ملأت العيون والقلوب، فالموت والحزن مخيّمان على القلوب.
والموت حق على الجميع، لا يعرف كبيرًا أو صغيرًا، ولكن الشخص يُذكر بعمله وأخلاقه الطيبة، وكلنا راحلون عن هذه الدنيا الفانية، ويبقى الأثر الطيب للشخص الطيب.
ويوم الأربعاء 29 ذي الحجة 1446 هجريًا، الموافق 25 يونيو 2025 مم، سمعنا خبر فقدنا الحاج المرحوم سعيد حسن عبدالله الصفار «أبو حاتم» وموته المفاجئ من دون سابق إنذار.
فُجع أهالي بلدة القديح برحيل الحاج سعيد حسن عبدالله الصفار «أبو حاتم»، الذي وافته المنية بعد عمرٍ حافل بالعطاء، والعمل، والمحبة. فقد كان الفقيد من الوجوه المحترمة والمحبوبة في المجتمع، عُرف بحسن خُلُقه، وكرمه، وبساطته، وتواضعه الجم، وحرصه على خدمة الناس دون تمييز.
المرحوم أبو حاتم كان رمزًا للهدوء والحكمة، رجلًا مثقفًا اجتماعيًا لا تفوته مناسبة إلا حضرها، يُشارك الناس أفراحهم وأتراحهم، ويُعين من يحتاج من الأقارب والأصدقاء، ويواسي من يمرّ بمحنة. كان قلبه واسعًا كاتساع محبّيه، ولطالما مثّل حضورُه مصدر طمأنينة في المجلس، كان محبًا لأهل البيت ، مقيمًا في منزله ذكر أهل البيت
من أفراح وأتراح، طوال السنة، باكيًا على مصائبهم.
تميّز الفقيد بعلاقاته الطيبة مع مختلف شرائح المجتمع، وترك أثرًا طيبًا بين أبناء بلدته. كان مواظبًا على حضور المجالس الدينية، وصلاة الجمعة والجماعة، ومشاركًا فاعلًا في المناسبات الاجتماعية، كما عُرف بدعمه للأعمال الخيرية والاجتماعية والمبادرات المجتمعية، ويعمل في صمت.
وذكر الحاج محمد علي مهدي المطرود «أبو صادق» في حق المرحوم أبو حاتم:
يقول: كنت أعرفه كما يعرفه غيري من أهل الخير في بلادي الحبيبة الغالية، القُديح، يتميز بحضوره الدائم في مجتمعهِ وبين أرحامهِ، وله السبق في الجيل المتقدّم في احتضان الشباب المتدين، والالتفاف حول طلبة العلم، وحرصه الشديد على تثقيف الناشئة. وأقول بصدق: فهو المربّي المخلص، وصفاته الجميلة، واحترامه، وتواضعه.
ماذا أقول عن هذه الشخصية الرائعة، وكلكم يعرفه، فالكلمات والعبارات لن توفيه حقه مني. وقد عاشرته في أيام زمان الشباب، ووجدته الرجل المتعلم، المتدين، الواعي في أمور الدنيا والدين، وكنا نستفيد من جلوسه معنا وتوجيهه لنا، ونراه بصيرًا بكثير من الأشياء التي نعيشها في ذلك الزمان.
فعليه الرحمة والمغفرة، وجعله مع سادته الأطهار، محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين، فقده خسارة كبيرة علينا جميعًا.
وهناك أشخاص كثر يذكرون قصصًا كثيرة معه في الحج وغيرها، لا يتسع المقال لذكرها، تدل على عمله الطيب، وفزعته، وشهامته معهم.
برحيله، فقدت القديح أحد أبنائها البررة، الطيبين، الخيرين، المؤمنين، ممن عاشوا ببساطة، ومضوا بسلام، لكنهم تركوا وراءهم سيرةً نقيّة، وذكرى طيبة لا تُنسى.
رحمك الله يا أبا حاتم، وأسكنك فسيح جناته، وألهم أهلك ومحبيك جميل الصبر وحُسن العزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.