آخر تحديث: 29 / 7 / 2025م - 3:19 م

وقت مستقطع

سوزان آل حمود *

ليست أحداث الحياة من تشكل حياتك ولكن معتقداتك الأساسية بشأن ما تعنيه تلك الأحداث هي من تقوم بذلك.

أفكارك تؤثر بشكل مباشر على معتقداتك، وعلى قناعاتك الذهنية الموجودة في عقلك الباطن والذي بدوره يتحكم في سلوكياتك وردود أفعالك تجاه ما يحدث لك.

الشيء الخطير الذي قد لا تدركه هو أنك تصنع واقعك الخاص من خلال ما تعتقده، وهذا يحبسك في عالم قائم على الإدراك وليس على الحقائق.

الكيفية التي ترى بها نفسك والعالم من حولك. والقناعات التي تتبناها، والقيود والمخاوف التي تخشى حدوثها، والتوقعات التي لديك عن نفسك كلها مبنية على أنظمة المعتقدات الموجودة في عقلك الباطن.

يُعد فهم كيفية تأثير معتقداتك على مشاعرك أمرًا أساسيًا؛ لأن المعتقدات الخاطئة تشوه غالبًا ما هو حقيقي وتقدم لك بدلًا من ذلك نظرة خاطئة للواقع لا توجد إلا في خيالك.

خذ وقتاً مستقطعًا وأعد التفكير في كل ما يحدث ستجد الحل وبسهولة، كنت تظن أن الأمر صعب ويفوق تحمّلك واستطاعتك، حتى إذا وُضِعت في مواجهة أمامه، فُتحت لك نوافذ لا تعلمها، واستحال عُسره يُسرًا، والقاسي منه ليّنًا، وما تخشاه بردًا وسلامًا، وتدرك حينها أن استباق الأحداث لا يزيدك إلا قلقًا، وأن التجربة المباشرة خير برهان لقدراتك.

لا تستسلِم بسهولة فقد تكون قدوة لكثيرين رأوا فيك إصراراً للتغلّب على مشاكِل الحياة، فكُن جديراً بهذه الثقة.

يا عزيزي لا زلت قادراً على المواجهة ما زالت أنفاسُك تخرُج من رئتيك، لا زلت تفتح عينيك كُل صباح مع إشراقةِ كل يوم، لا زلت فارِسًا شامِخًا رغم غُموضك ونفورك الدائِم من كُل شيء، لا يزالُ قلبك طفولياً ونغمة صوتك مُميزة رغم حُزنها، لا زلت مُحارباً مُنهَك يرفُض الاستسلام، لا زلت تستطيع إعطاء الُحبِ والاحتضان، ولا زلت بطلاً شامِخًا رغم انكسارات الحياة لا يستسلم مهما بَلَغ الحزنُ من قلبهِ.

‏هذا طبع الحياة، تجعلنا نسلك مسارات غريبة ونحاول كثيرًا ونتألم، ونشعر أن ليس هناك خلاص ولكن لكل حدث نهاية مهما تعثرت خطوتنا فلا بد من نهاية!‏ ما زالت الحياة تُقدم لنا فرصاً، ومهما أخذت منا الحياة، فهي كلّ يوم تُعطينا أملًا جديدًا ومهما خسرنا وفشلنا،

يا ليت نستبعد اليأس. ‏الطُرُق لا تُسد على من أيقن أنّ عند الله المخارج …

‏لا بأس أن تبكي أحياناً، فالنفس تتوق للتنفيس حتى دون سبب، حاول أن تفعل شيئاً خارج المعتاد، حاول أن تتحدث مع أحد أو تخرج معه، أو تكتب انفعالاتك، أو قرر مساعدة إنسان لا تعرفه وانظر لأثر ذلك على نفسك.

‏أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات، تغيير بسيط في سلوكك يمكن أن يغير عالمك ويعيد تشكيل مستقبلهم.

‏تأكد جيدًا بأن الشخص الواعي الذي يتمتع بنسبة واضحة من السلام والاستقرار الداخلي والهدوء النفسي في حياته قد دفع ثمن ذلك مُسبقًا..

- جازف ووقع...

- تحدى ونجح...

- فشل وتفوق..

- اخترق المجهول ولم يبالي..، خاض التجارب واكتئب، وصل لحافة اليأس والإحباط ولكنه وبالرغم من كل هذا أخرج نفسه بسلام...

هو لم يحظ على ارتياحه الحالي بوقوفه في مكانه واستسلامه للواقع أبدًا...

مهما كان ما يجري معك تأكد دائمًا:

‏ ”خيرةُ الربِّ لعبدِه، خيرٌ من خيرة العبد لنفسه.“