تحذير علمي: القهوة سريعة التحضير قد تؤدي لفقدان البصر المرتبط بالعمر

في تحذير صحي قد يغير العادات اليومية للملايين، كشفت دراسة جينية حديثة عن وجود علاقة سببية مباشرة بين استهلاك القهوة سريعة التحضير وارتفاع كبير في خطر الإصابة بـ ”الضمور البقعي الجاف المرتبط بالعمر“، وهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان البصر بشكل دائم لدى كبار السن في جميع أنحاء العالم.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة ”علوم الغذاء والتغذية“ واستندت إلى تحليل بيانات وراثية لأكثر من نصف مليون شخص، أن تناول القهوة الفورية تحديدًا، دون غيرها من الأنواع كالقهوة المطحونة الطازجة أو منزوعة الكافيين، يرتبط بزيادة واضحة في احتمالية الإصابة بالمرض.
وبحسب التحليل الإحصائي المتقدم الذي استخدم نهج ”التوزيع العشوائي المندلي“ لإثبات العلاقة السببية، فإن كل زيادة في استهلاك القهوة الفورية تقابلها قفزة هائلة في خطر الإصابة، حيث بلغت نسبة الأرجحية 7.92، وهو رقم ينذر بالخطر ويسلط الضوء على المخاطر الكامنة في هذا المشروب الشائع.
وأشارت الدراسة، التي أجريت بالتعاون مع ”البنك الحيوي البريطاني“ و”مشروع Finngen“ الفنلندي، إلى أن الضرر قد لا ينبع من القهوة نفسها، بل من مركبات كيميائية ضارة مثل ”الأكريلاميد“ والدهون المؤكسدة، والتي تتكون كمنتجات ثانوية لعمليات المعالجة الصناعية المكثفة التي تخضع لها القهوة الفورية، وهي مواد لا توجد عادةً في القهوة الطازجة.
ويعتبر الضمور البقعي حالة مرضية تصيب مركز الشبكية وتؤدي إلى تدهور تدريجي في الرؤية المركزية، مما يجعل القراءة أو التعرف على الوجوه أمرًا صعبًا.
ومع توقع ارتفاع أعداد المصابين به عالميًا إلى أكثر من 240 مليون شخص بحلول عام 2040، تبرز أهمية تحديد عوامل الخطر القابلة للتعديل.
وأكد الباحثون أن نتائجهم لا تهدف إلى التحذير من شرب القهوة بشكل عام، بل إلى التنبيه للمخاطر المحتملة المرتبطة بالنوع سريع التحضير. وأوصت الدراسة الأفراد الذين لديهم استعداد وراثي للمرض أو يعانون من مراحله المبكرة، بتقليل استهلاك هذا النوع من القهوة واستبداله بالقهوة الطازجة كإجراء وقائي.
ودعت الدراسة الأطباء والمختصين في الصحة العامة إلى تضمين هذه المعلومات في توصياتهم الوقائية للمرضى، لا سيما في ظل الانتشار الواسع عالميًا لاستهلاك القهوة الفورية، بهدف الحد من أحد عوامل الخطر لمرض لا يزال غير قابل للشفاء.