لماذا يزداد الطلب على منتجات أبو معن خلال فصل الصيف؟
شرع المزارعون في قرية أبو معن بمحافظة القطيف في تجهيز أراضيهم استعدادًا لإطلاق موسم الزراعة الصيفية، بهدف تزويد سوق الدمام المركزي بمحاصيل الخضروات والفواكه المحلية عالية الجودة، رغم التحديات المناخية التي يفرضها ارتفاع درجات الحرارة.
وأكد المزارع عبد العزيز آل محفوظ، وهو أحد أبرز المزارعين في المنطقة، أن الاستعدادات تجري على قدم وساق في كل من الزراعة المكشوفة والبيوت المحمية، وفق خطة دقيقة تهدف إلى الحفاظ على جودة الإنتاج وتأمين إمدادات منتظمة للسوق، مما يعزز بشكل مباشر الأمن الغذائي المحلي ويوفر للمستهلكين منتجات وطنية طازجة.
وأوضح آل محفوظ أن موسم البيوت المحمية، الذي يعد العصب الرئيسي للإنتاج المستدام، ينطلق فعليًا في شهر سبتمبر المقبل بزراعة البذور في المشاتل، يليها نقل الشتلات إلى البيوت المحمية بعد فترة لا تتجاوز ثلاثين يومًا، لتبدأ مرحلة الإنتاج الفعلي بعد حوالي سبعين يومًا من الرعاية، حيث تُنقل المحاصيل فورًا إلى سوق الدمام المركزي لتلبية الطلب المتزايد.
وتتصدر محاصيل الباذنجان والطماطم والفلفل والقرع قائمة المنتجات المزروعة داخل هذه المحميات، إلى جانب فاكهة التين التي تحقق نجاحًا لافتًا.
وفيما يتعلق بالزراعة المكشوفة، أشار آل محفوظ إلى أنها تركز خلال فصل الصيف على محاصيل القرعيات والبقوليات، مثل البامية والفاصوليا واللوبيا، بالإضافة إلى الحبحب والشمام.
وأقر بأن الإنتاج الصيفي يكون محدودًا نسبيًا، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تلف جزء من المحصول، وهو ما يفسر قلة المعروض مقارنة بالمواسم الأخرى.
وعن الأثر الاقتصادي المباشر على المستهلك، بيّن آل محفوظ أن محدودية الإنتاج الصيفي تؤدي بطبيعتها إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار، موضحًا أن متوسط أسعار بعض المنتجات قد يتراوح بين 10 و 17 ريالًا، بزيادة تقدر أحيانًا بنحو 5 إلى 7 ريالات عن مواسم الوفرة، وذلك لصعوبة تعويض النقص من المزارع المحلية التي تواجه الظروف المناخية ذاتها.
وشدد آل محفوظ على أن ذروة العطاء الزراعي في المنطقة تبدأ من شهر ديسمبر وتستمر حتى نهاية مايو، حيث تشهد هذه الفترة إنتاجًا وفيرًا وجودة عالية لا تقتصر على تغطية احتياجات المنطقة الشرقية بالكامل فحسب، بل تمتد في بعض المواسم لتشمل التصدير الخارجي، مؤكدًا أن المنطقة غنية بالمساحات الزراعية التي تتيح لها تحقيق فائض في الإنتاج.
