علي العبد الجبار «أبا أحمد» … مرّ عامٌ وما غاب الاشتياق
في الأوّل من محرم لعام 1446 هـ، تحلّ ذكرى رحيلك، التي وافقت أيامًا كانت دموعك فيها تنساب حُزنًا، ما زالت ذكراك حاضرة، تؤلمنا بالحنين، تُطوّقنا بِحبك، بصوتك، بحضنك، ومشاعر ابتسامتك التي تشرح قلوبنا وتُفرج همومنا، تمر علينا الذكرى ونشتاقك لأنك لم ترحل في داخلنا فذكراكَ زهورًا لا تذبل بل تَظلُ نابضة فينا تمدّنا برحيق القوةِ والدفء النقيّة.
أستغفر الكلمة، يا والدي أبا أحمد فحروفها تعجز عن احتواء وجع الفقد، وتضطربُ المعاني حين تحاول وصف مكانكَ ومكانتك في القلب؟!
كيف لأبجديةٍ أن تُعبر بحجم غيابك؟!
وأن يُشاهد مجلسك خاليًا من سكينة نسماتك؟!
وكيف لها أن تستوعب أنك لم تَعُد تنتظرنا في كلِ وقت كي نلتف حول حُضنك الدافئ المليء بالاشتياق.
حتى الدموع لم تَعد تجف، تَنهمِر كلما اشتاقت لموعدك، لملامحك البهيّة التي تُبرزُ تجاعيد عطائك، لدموعك الصادقة، لقصصك الحنونة التي ما زالت تتردد في الذاكرة.
لقد ودعتنا وداعًا لم تُرِد فيه إلا أن تبقى كما كنت دائمًا أبًا صابرًا، قويًا، عطوفًا، محبًا، نبيلاً كنسيم الفجر، نقيًّا كقلب طفل، طاهراً كالدعاء، نَعلم أنك ذلك القلب الحنون الذي أنهكه الشوق إلى حيثُ ”مَليحة“ فاختار الرحيل لازدهار رُوحهِ في عَالمٍ أرحب يُليق به.
لكننا نَظلُّ نشتاقك ولا ننسى دموعك حين تسبقكَ إلينا في الفرح، وتُشاركنا الحُزن، وتحتوينا كلما احتجناها كملجأ لدموعنا، في موعد الذكرى نحتاج مسحة يديك التي زخرفها الوفاء، وجمّلها الكرم، لتكون ظِلالًا نلوذ بها كلما أثقلنا الزمن، أنت لم ترحل بل بقيت بيننا وبين أحفادك، منارةً في الوجدان، وتظّل ذِكراك وصيةً في قلوبنا.