خبيرة نفسية: الفراغ الصيفي دون تخطيط يُسبب القلق والعدوانية للأطفال
حذّرت أخصائية علم النفس الإكلينيكي والمستشارة الأسرية والتربوية، سهى الحريري، من ترك الأطفال دون توجيه خلال الإجازة الصيفية.
وأكدت أن الفراغ غير المنظم يُعد من أبرز مسببات المشكلات النفسية والسلوكية، مثل القلق، والانسحاب الاجتماعي، والسلوك العدواني، خاصة مع غياب بيئة منظمة تُشبع حاجات الطفل النفسية والمعرفية.
وأوضحت أن انتهاء العام الدراسي يمنح الطفل مساحة زمنية طويلة، قد تتحول إلى عبء نفسي إذا لم تُستثمر بشكل إيجابي، مشددة على أهمية التخطيط المسبق للأنشطة الصيفية بما يسهم في تفريغ طاقة الأطفال وتوجيهها نحو أنشطة محفزة للنمو العقلي والسلوكي.
وبيّنت الحريري أن بعض الأسر تقترف خطأ شائعًا بترك الحرية الكاملة للأطفال خلال العطلة، تحت ذريعة منحهم قسطًا من الراحة، ما يفتح المجال أمام سلوكيات سلبية، أبرزها الإفراط في استخدام الأجهزة الذكية دون رقابة، وهو ما يؤدي إلى اضطرابات في السلوك، ويُعيق اكتساب المهارات الاجتماعية والانفعالية السليمة.
ولفتت إلى أن اللعب المنظم يُعد أحد ركائز النمو والتعلم، بحسب نظرية عالم النفس الشهير جان بياجيه، حيث يُمثل أداة استكشافية تساعد الطفل على فهم العالم من حوله وبناء معارفه بطريقة طبيعية وآمنة.
وأكدت أن الإدمان على الشاشات يُضعف قدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي، ويعزز من مشاعر العزلة والخمول، محذرة من الاعتماد عليها كوسيلة وحيدة للترفيه.
ودعت الأسر إلى إعداد جدول يومي متوازن للأطفال خلال الصيف، يتضمن أنشطة بدنية وتعليمية وترفيهية، مشيرة إلى أن الإجازة لا ينبغي أن تُفهم باعتبارها خروجًا تامًا عن النظام، بل فرصة لتعزيز العادات والسلوكيات الصحية التي تدعم النمو النفسي والاجتماعي الشامل.
