أمريكا تضرب المواقع النووية الإيرانية.. وطهران ترد بقصف صاروخي على إسرائيل

في تصعيد دراماتيكي غير مسبوق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، تنفيذ بلاده ضربات جوية مكثفة استهدفت منشآت نووية رئيسية داخل إيران، مؤكدًا ”تدميرها بالكامل“، ومحذرًا طهران من تداعيات وخيمة إذا لم تبادر إلى قبول السلام، وذلك في اليوم العاشر من المواجهة المشتعلة بين إيران وإسرائيل.
وأوضح ترامب أن الضربات استهدفت ثلاثة مواقع نووية هي فوردو، نطنز، وأصفهان، مشيرًا إلى أن إيران أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى تصنيع سلاح نووي، ما استوجب تدخلًا عسكريًا سريعًا، على حد تعبيره.
وردًا على العملية، أطلقت إيران في وقت مبكر من صباح الأحد دفعتين من الصواريخ باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى إصابة 37 شخصًا على الأقل، وفقًا لخدمات الإسعاف الإسرائيلية، إضافة إلى أضرار مادية واسعة في وسط البلاد، بينما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس، وسط مشاهد بثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية للانفجارات والأضرار التي لحقت بعدة مناطق.
من جهته، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن الهجوم الأمريكي ستكون له ”تداعيات دائمة“، مؤكدًا احتفاظ طهران بكامل خياراتها للدفاع عن سيادتها وشعبها، فيما وصفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الضربات بأنها ”لن توقف“ الأنشطة النووية.
وأكدت إدارة الأزمات في محافظة قم أن جزءًا من منشأة فوردو تعرّض لهجوم جوي مباشر، كما رُصدت ضربات بالقرب من موقعي نطنز وأصفهان، فيما أوضحت التقارير أن منشأة فوردو تقع على عمق نحو 90 مترًا تحت الأرض، وقد صممت لتكون بمنأى عن التدمير بواسطة القصف الجوي التقليدي.
وفي حين وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما قامت به الإدارة الأمريكية بـ ”القرار التاريخي“، مشيرًا إلى أن الهجوم نُفذ بتنسيق كامل بين واشنطن وتل أبيب، أغلقت إسرائيل مجالها الجوي ورفعت مستوى التأهب إلى أقصى درجاته تحسبًا لأي رد إيراني إضافي.
في المقابل، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تسجل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع عقب الهجمات، وهو ما أكدته كذلك هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية، التي أعلنت أن المؤشرات في دول الخليج بقيت ضمن المستويات الآمنة.
ويأتي هذا التصعيد بعد أن كانت الولايات المتحدة قد منحت إيران مهلة أسبوعين لتفادي الضربات، غير أن تحذيرات إسرائيلية بأن طهران باتت على مسافة ”أسابيع أو أشهر“ من امتلاك سلاح نووي، دفعت ترامب لاتخاذ قرار التدخل العسكري.