الخضيري يُحذّر: رائحة الفم الكريهة ليست مجرد إهمال نظافة.. بل جرس إنذار

أكد الدكتور فهد الخضيري، المختص في أبحاث المسرطنات، أن استمرار رائحة الفم الكريهة لا ينبغي أن يُعزى دائمًا إلى مجرد إهمال في نظافة الفم والأسنان، بل قد يكون في كثير من الأحيان انعكاسًا لمشاكل صحية داخلية أكثر عمقًا، تستوجب تقييمًا طبيًا وفحصًا دقيقًا لتحديد مسبباتها الحقيقية.
وأوضح الدكتور الخضيري أن هناك جملة من الأسباب المحتملة التي قد تقف وراء هذه المشكلة المزعجة، والتي تتعدى مجرد ضعف العناية بصحة الأسنان.
وأشار إلى أن عوامل مثل الإمساك المزمن وما يترتب عليه من تراكم للفضلات في الجسم، بالإضافة إلى طبيعة الطعام المتناول، وسوء عمليات الهضم، يمكن أن تسهم بشكل كبير في ظهور رائحة الفم غير المستحبة.
وأضاف أن التهابات المعدة، بما في ذلك وجود جرثومة المعدة، تُعد من المسببات الشائعة، لافتًا الانتباه بشكل خاص إلى حالات فتق الحجاب الحاجز عند منطقة اتصال المعدة بالمريء، والذي غالبًا ما يؤدي إلى ارتجاع مريئي وحموضة دائمة، وهي حالة قد تستدعي في بعض الأحيان تدخلًا جراحيًا بسيطًا لتصحيح الوضع.
كما تطرق المختص في أبحاث المسرطنات إلى عوامل أخرى قد تكون مسؤولة عن هذه الرائحة، مبينًا أن وجود جسم غريب في الأنف أو تجمع للصديد في الجيوب الأنفية، وكذلك التهاب اللوزتين ذو الطبيعة المزمنة، أو حتى نمو فطريات في منطقة الحلق نتيجة إهمال علاجي سابق، يمكن أن تكون جميعها من بين العوامل المسببة التي لا ينبغي إغفالها عند البحث عن مصدر المشكلة.
وشدد الدكتور الخضيري في ختام توضيحاته على ضرورة عدم التهاون أو الاستخفاف باستمرار رائحة الفم الكريهة، مؤكدًا على أهمية اعتبارها بمثابة ”جرس إنذار“ يستدعي اللجوء إلى استشارة طبية مبكرة.
وأكد أن التشخيص الدقيق للسبب الكامن وراء هذه الرائحة هو الخطوة الأولى والأساسية نحو وضع خطة علاجية فعالة تهدف إلى معالجة المشكلة من جذورها، وليس فقط إخفاء أعراضها بشكل مؤقت.