آخر تحديث: 14 / 6 / 2025م - 3:15 ص

مسرات عظيمة تربك الفلاسفة

رائدة السبع * صحيفة اليوم

من ضفاف المنطقة الشرقية إلى قلب عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، حملتُ معي شغف الحرف إلى عالم يحتفي بالكلمة ويكرّم الأدب وأهله.. لم يكن الهدف من تلك الرحلة تدشين كتاب، بل كان الهدف إيقاظ فكرة.

في هذه الرحلة كانت مسرّات عظيمة ولم تكن عنوانًا عابرًا، بل كانت لحظة تنتمي لعصرٍ تُبنى فيه السعادة ولا تُؤجل، وتُروى فيه البهجة لا تُختزل.

هناك في العاصمة الرياض.. وتحديداً في ديوانية القلم الذهبي، كان الترحيب سخياً كالمعرفة، والكرم ممتدًا كأثر الكتابة. هناك، أودعتُ الكتاب بين أيدي عشّاق الأدب ومحبي السعادة. وكان التساؤل يلوح: كيف تولد فكرة المسرّات في زمن السرعة وارتفاع معدلات الاكتئاب عالميًا؟

كأن شوبنهاور قد بُعث بحزنه، وكأن نيتشه وقلقه يسكنان أيامنا، والناس لا تملّ من طرق الأبواب الثقيلة للفكر.

في هذا السياق، جئت أدعو - بلطف - إلى بهجة ممكنة، وسعادة لا تُعد خفّة فقط بل شجاعة..

هناك في ديوانية القلم الذهبي، بدت الأمسية وكأنها بيان غير معلن: يؤكد على أن المملكة العربية السعودية اليوم لا تبني المدن فقط، بل تغرس المعاني، وتضع السعادة وجودة الحياة في صميم رؤيتها.

وما كان لهذا اللقاء أن يبلغ هذا البهاء لولا التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية، حيث لا تُترك السعادة للمصادفة، بل تُبنى برؤية يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله»، رؤية جعلت من جودة الحياة مشروعًا وطنيًا يعتني ببهجة القلوب.

في تلك الأمسية، اجتمع المثقفون والأدباء، والعائلة والأصدقاء، واحتضنت القاعة مزيجًا نادرًا من الفكر ودفء العلاقات.

لم يكن توقيعًا فحسب، بل لحظة اكتمال، أكّدت أن المسرّات حين تُشارك، تتضاعف.

خالص الشكر لسعادة المستشار تركي آل الشيخ على دعمه الجلي والواضح، وللأستاذ ياسر مدخلي وفريقه المميز على ما أضفوه من بهاء يليق بهذا المساء.

مسك ختام.. مسرّات عظيمة ليس عنوانًا فحسب، بل دعوة للاكتشاف، واحتفال بالحياة كما يليق بها.. تمامًا كهذا اللقاء، الذي يسكن القلب ويُحفر في الذاكرة.