آخر تحديث: 31 / 5 / 2025م - 1:53 م

ناصر الخاطر: جراحٌ سعودي يسطع في سماء العالمية ويُشرف الوطن

عماد آل عبيدان

في عالم الطب، حيث تتلاقى الدقة مع الإنسانية، يبرز اسم الدكتور ناصر بن سعيد الخاطر كأحد أعلام الجراحة العامة وجراحة المناظير في المملكة العربية السعودية. منذ نشأته في مدينة القديح، حمل الدكتور الخاطر حلمًا بأن يكون طبيبًا يُخفف آلام المرضى، مدفوعًا بتشجيع والده العامل في المجال الطبي وحنان والدته. تحقق هذا الحلم عندما التحق بجامعة الملك فيصل بالدمام، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة، ثم واصل مسيرته العلمية بحصوله على شهادة الاختصاص السعودية في الجراحة، والزمالة العربية، وزمالة كلية الجراحين الملكية الأيرلندية.

لم يقتصر طموح الدكتور الخاطر على التحصيل العلمي، بل سعى لتطوير مهاراته من خلال دورات تخصصية في جراحة المناظير والسمنة والغدد وإعادة التأهيل في دول مثل الولايات المتحدة، كندا، السويد، النمسا، أستراليا، وبريطانيا. عمل في عدة مستشفيات مرموقة داخل المملكة، منها مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، ومستشفى القوات المسلحة، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، ومستشفى الأمير سلمان، قبل أن ينضم إلى مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية بالرياض.

تميز الدكتور الخاطر بإجراء عمليات جراحية دقيقة ومعقدة، مثل استئصال المرارة بالمنظار، وتحزيم وتصغير المعدة، وعمليات الثدي والغدة الدرقية، وعمليات الأمعاء الدقيقة والغليظة، والعمليات الشرجية، بالإضافة إلى عمليات شد ترهلات البطن وتكبير الأرداف. ومن أبرز إنجازاته، إجراء أكبر عملية إصلاح فتق في العالم، حيث قام بإصلاح 13 فتقًا جراحيًا واستئصال المرارة بالمنظار في نفس الوقت، مما أدخله موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

لم تقتصر إسهامات الدكتور الخاطر على الجانب العملي فقط، بل شارك في العديد من المؤتمرات الطبية المحلية والدولية، ممثلًا وطنه في مجال تخصصه. كما ساهم في وضع بروتوكولات خاصة بالعمل الجراحي، ووضع النواة الأساسية لجراحة اليوم الواحد، وله كتاب خاص بذلك ودليل عمل موثق بوزارة الصحة. كما قام بتدريب العديد من الأطباء على مستوى المملكة في جراحة المناظير، مما يعكس حرصه على نقل المعرفة وتطوير الكفاءات الوطنية.

إلى جانب مسيرته الطبية المتميزة، يمتلك الدكتور الخاطر اهتمامات شعرية وثقافية، حيث شارك في العديد من المنتديات والمهرجانات الشعرية خلال دراسته الجامعية، معبرًا عن حبه لوطنه من خلال قصائده. كما كان له اهتمام بالرياضة، حيث لعب كحارس مرمى في فريق كرة اليد بنادي مضر بالقديح، قبل أن يتفرغ لدراسته الطبية.

إن مسيرة الدكتور ناصر بن سعيد الخاطر تُجسد نموذجًا للطبيب السعودي المتميز، الذي يجمع بين العلم والإنسانية، ويُسهم في رفع اسم المملكة في المحافل الطبية العالمية. ويُعد مصدر فخر واعتزاز للوطن، يُشار إليه بالبنان كأحد الرواد في مجاله، ومثالًا يُحتذى به للأجيال القادمة من الأطباء السعوديين.