أَنَّةُ الْوَلْهَانِ
أَنَّةُ الْوَلْهَانِ
رَشَفْتُ بِعَذْبِ حَدِيْثٍ شَفَاهَا
وَهِمْتُ بِبَحْرِ الْهَوَىْ مَا شَذَاهَا
تَرَاخَتْ عَلَيْهَا جُفُوْنُ الْعُيُوْنِ
فَذُبْتُ بِحُبٍّ رَوَاهُ هَوَاهَا
شَمَمْتُ بِهَا مِنْ رَحِيْقِ الزُّهُوْرِ
فَأَلْقَتْ بِمِسْكٍ تَعَدَّىْ مَدَاهَا
ذَكَرْتُ عَلَيْهَا رِيَاضًا حَوَتْنَا
وَذَبَّتْ هُمُوْمًا شَفَاهَا ضِيَاهَا
فَأَيْنَ الْمَلَاذُ لِحُصْرٍ تَلَاشَتْ
خَفَاهَا الْغِيَابُ بِلَيْلٍ طَوَاهَا
هِيَ الْأَرْضُ قَدْ زَادَ فِيْهَا جِذَابٌ
وَعَمَّتْ صِرَامًا لِحَسْرٍ شَجَاهَا
فَقَدْ كُنْتُ فِيْهَا أَرُوْمُ الْجِبَالَ
إِلَىْ أَنْ تَلَاشَتْ بِعَوْزٍ عَرَاهَا
وَكَيْفَ بِهَا مِنْ دَلِيْلٍ يَقُوْدُ
إِذَا جَاءَ مِنْهُ بِظُلْمٍ كَوَاهَا
أَيَا عَاشِقًا مَا رَوَتْكَ الْلَيَالِيْ
وَلَا زَادَ فِيْكَ بِطُوْلٍ كَفَاهَا
تَشُعُّ بَيَاضًا زَهَاهُ الْحَيَاءُ
تَزِيْنُ بِسِحْرٍ هَوَاهُ زَكَاهَا
تَعِمُّ ضِيَاءً تَرُقُّ لِظِلٍّ
لِزِيْنِ الْمِلَاحِ نَمَاهَُ غَدَاهَا
تَأَنَّا سَبِيْلًا لِتَرْقَىْ مَكَانًا
تَحُوْزَ نَمَاءً لِجَعْلٍ لَفَاهَا
فَعُدْتُ عَلَىْ مَا نَبَانِيْ بِخُبْرٍ
فَحَنَّ الْفُؤَادُ وَطَالَ جَفَاهَا
وَأَرْسَتْ عَلَيْهَا عُزُوْمًا تَدَاعَتْ
شَدَتْهَا بِوَقْعٍ لِمَاضٍ حَوَاهَا
أَيَا مَنْ تُنَاغِيْ الْهَوَىْ مِنْ قَرَاحٍ
فَقَدْ زِدْتَ فِيْهَا بِنَغْصٍ قَذَاهَا