الوعي
الوعي هو الإدراك أو منظورنا تجاه أمورنا وأحداث الحياة المختلفة، ويمثل أيضًا سياق المشاعر الطاغية علينا أو المرحلة السائدة التي نكون عليها خلال يومنا وخلال مراحل حياتنا المختلفة.
يذكر الكاتب والمعلم الروحي العظيم الدكتور ديفيد هاوكينز في كتبه في هذا المجال أن للوعي البشري مستويات، وقد صوّرها بوضوح في سلم الوعي المعروف بـ ”سلم هاوكينز للوعي“.
ويمثل هذا السلم مراحل الوعي من المستويات المنخفضة إلى المستويات الأعلى، والتي تمثل النضج والحكمة بشكل أكبر، حتى نصل إلى أعلى المستويات البشرية، وهو مستوى التنوير.
طرح الدكتور هاوكينز يُعد من أجمل وأبسط الصور لشرح مستويات الوعي المختلفة لدى البشر، وأيضًا لشرح اختلافات مراحلنا المختلفة بشكل طبيعي خلال مراحل حياتنا وأحداثها المتنوعة.
فقد أكون في مستوى وعي الغضب لفترة وجيزة، ثم أستطيع التحرر من ذلك والانتقال إلى مشاعر أو وعي الرضا. وإن كانت لديّ المهارات الكافية لذلك، فسيكون انتقالي سريعًا وسلسًا، وسأكون في حال أفضل بشكل أسرع.
ولكن تكمن المشكلة لدى الإنسان إذا كان يفتقد تلك المهارات لفهم الشعور، وكيفية التعامل معه، والتحرر منه بسهولة وفي مدة قصيرة، فمن المؤكد أن هذا الإنسان سيكون متعبًا بسبب المشاعر المنخفضة، ومستوى وعي المشاعر السلبية، وأثر البقاء فيها لأيام عديدة، أو - وهو الأصعب - لو استمرت لسنوات!
وهذا يزيدنا إيمانًا بأهمية هذا المفهوم العميق لكل فرد وللمجتمع.
بفهمنا للوعي ومراقبتنا لذواتنا، سيكون بإمكاننا التعرف على مرحلتنا الحالية، ومدى المشكلة الموجودة، واحتمالية حاجتنا إلى مساعدة خارجية لإدارة هذه المشاعر الصعبة، وتعلّم كيفية الارتقاء لمستويات الوعي الأعلى والأسهل.
وبما أن الدكتور شبّه مراحل ومستويات الوعي بالسلم، نفهم من ذلك أننا نصعد ونرتقي أو ننحدر أحيانًا خلال سلم المشاعر ”مستويات الوعي“.
ما يعني أننا لا نُغيّر الشعور، بل نعبر من خلاله ونرتقي إلى شعور آخر ومستوى أعلى.
فهي عملية ارتقاء في الوعي، وهذا ما نحتاج إليه جميعًا لتحسين جودة تجربة حياتنا، وبالتالي وعي المجتمع بالتدريج.
مسؤوليتك كفرد هي السعي للارتقاء بوعيك إلى مستويات راقية وعالية، وتعلّم التعامل مع ظروف الحياة المختلفة، وإدارتها بلطف وتعاطف.
فكل المشاعر مقبولة، لأننا بشر. حصِّن نفسك بوسائل تعينك على ارتقائك في الحياة.
راجع سلم الوعي للدكتور ديفيد هاوكينز، كتاب: ”السماح بالرحيل“.
