طعام يومي على المائدة.. يزرع بذور السرطان في أجسامنا دون أن نشعر

أكد استشاري الأورام والعلاج بالأشعة، د. مشبب العسيري، أن اللحوم المصنعة مثل المرتديلا، الهوت دوغ، والسجق، ثبت ارتباطها بزيادة احتمالية الإصابة بالسرطان، وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية الجهاز المناعي في مقاومة التحولات السرطانية داخل الجسم.
وأوضح العسيري أن اللحوم الطبيعية، مثل الدجاج الخالي من الهرمونات والمواد المضافة والمربى في مزارع طبيعية، لا تثير قلقًا صحيًا إذا كانت سليمة وخالية من الإضافات الصناعية. لكنه استدرك بالإشارة إلى أن المشكلة تكمن في اللحوم المصنعة، التي تحتوي على مواد حافظة وإضافات قد تؤدي إلى مخاطر صحية.
وأشار إلى أن المنظمات العلمية العالمية تستخدم مصطلحي ”هازار“ و”ريسك“ عند الحديث عن السرطان، للدلالة على احتمالية الخطر وليس حتمية الإصابة، مؤكدًا أن السرطان لا يعتمد فقط على التعرض للمواد المسرطنة، بل أيضًا على قابلية الجسم للإصابة، ومدى كفاءة الجهاز المناعي في مقاومة التحولات الخلوية.
وأضاف العسيري أن الجهاز المناعي يلعب دورًا رئيسيًا في حماية الإنسان من تطور الأمراض السرطانية، موضحًا أن جسم الإنسان يمتلك جينات وآليات طبيعية قادرة على مقاومة أي تحولات سرطانية في الخلايا. ولذلك، فإن كثيرًا من الأشخاص قد يتعرضون لعوامل مسرطنة يوميًا - بما في ذلك أشعة الشمس - دون أن يتطور لديهم السرطان، بفضل قوة أجهزتهم المناعية.
وأكد العسيري أن اللحوم المصنعة مقارنة باللحوم الطبيعية التقليدية تحمل خطرًا أكبر فيما يتعلق بالسرطان، غير أن هذا الخطر لا يجب أن يثير الهلع، مشيرًا إلى أن التطورات في صناعة الغذاء، بما فيها تربية الدواجن، أدت إلى تغيرات كبيرة في طرق الإنتاج، حيث أصبح نمو الدواجن يتم خلال فترة قصيرة لا تتجاوز شهراً واحداً مقارنة بالأربعة إلى خمسة أشهر في النمو الطبيعي.
واختتم العسيري حديثه بالتأكيد على أن احتمالات الإصابة الناتجة عن استهلاك اللحوم المصنعة تظل محدودة، مستشهدًا بدراسة إيطالية أظهرت أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين تناولوا هذه المنتجات وصلوا إلى سن الثمانين عامًا، مما يدل على أن الخطر النسبي لا يستدعي الفزع وإنما الوعي والاعتدال في الاستهلاك.