آخر تحديث: 29 / 4 / 2025م - 3:40 م

بعده غزوه للأسواق.. هل يساعد لبن الكفير على مكافحة السرطان؟

جهات الإخبارية

أكد الأستاذ الدكتور فهد الخضيري، أستاذ وعالم الأبحاث الطبية المتخصص في مجال السرطان، على الدور المحوري الذي تلعبه البكتيريا النافعة ”البروبيوتيك“، الموجودة في مختلف منتجات الألبان الطبيعية، في تعزيز كفاءة الجهاز المناعي ومساعدته على مكافحة الخلايا الشاذة أو غير الطبيعية، بما في ذلك الخلايا السرطانية المحتملة.

وأوضح البروفيسور الخضيري أن هذه الفائدة لا تقتصر على نوع معين مثل لبن الكفير، بل تشمل مصادر أخرى كالللبن العادي، والجبن، والزبادي الطازج.

جاءت توضيحات الخضيري في سياق تعليقه على دراسة حديثة لفتت الانتباه إلى قدرة لبن الكفير تحديداً على تثبيط نمو بعض الخلايا السرطانية وتحفيز عملية ”الموت المبرمج“ ”Apoptosis“ فيها بنسبة قد تصل إلى 65%.

وشدد الخضيري على أن الفكرة الجوهرية والمبدأ العلمي لا يرتبط بمنتج الكفير بحد ذاته، وإنما بالبكتيريا النافعة التي يحتوي عليها، وهي بكتيريا تتوفر أيضاً في منتجات ألبان أخرى.

وقال البروفيسور الخضيري: ”كل منتجات الألبان الطبيعية التي تحتوي على بكتيريا نافعة تساهم في تقوية المناعة عبر تحفيز نشاط الخلايا الأكولة“ الماكروفاج ”، وهي المسؤولة عن التهام الخلايا الشاذة، سواء كانت سرطانية أو خلايا هرمة“.

وبيّن أن هذه البكتيريا النافعة المستخدمة في صناعة الألبان ليست من النوع الغازي أو الضار، بل هي سلالات مختارة بعناية تُترك لتنمو بشكل طبيعي خلال عملية التصنيع، حيث تستهلك ما تبقى من مكونات الحليب مثل سكر اللاكتوز وبعض الدهون، وتنتج في المقابل مركبات مفيدة مثل حمض اللاكتيك ”Lactic Acid“، وبعض الإنزيمات الهاضمة، بالإضافة إلى مركبات البروبيوتيك المعروفة بدورها في دعم صحة الجهاز الهضمي والمناعة بشكل شامل.

وأشار الخضيري إلى أن عملية تعزيز وتقوية الجهاز المناعي، التي تساهم فيها هذه البكتيريا، تؤدي بطبيعتها إلى تقوية آليات الجسم الدفاعية الذاتية، ومن ضمنها عملية ”الموت المبرمج للخلايا“. وأوضح أن هذا النظام الدفاعي الدقيق يلعب دوراً هاماً في التخلص المبكر من الخلايا التي تعرضت لتحولات غير طبيعية أو أصبحت شاذة، وذلك قبل أن تتاح لها الفرصة للتكاثر والتطور إلى أورام سرطانية.

وأكد البروفيسور الخضيري في ختام حديثه مجدداً أن الاستفادة من البكتيريا النافعة لتعزيز المناعة ليست ميزة حصرية للكفير، بل يمكن الحصول عليها بنفس الفعالية من خلال تناول اللبن العادي أو الزبادي الطازج، الذي يحتوي عادةً على كميات كبيرة من هذه البكتيريا الحيوية المفيدة.

وتجدر الإشارة إلى أن أسواق المملكة العربية السعودية قد شهدت خلال الفترة الأخيرة انتشاراً ملحوظاً لمنتجات لبن الكفير، مدفوعة بالاهتمام المتزايد من قبل المستهلكين بالصحة العامة والبحث عن أنظمة غذائية تدعم الجهاز المناعي. وأصبح ”الكفير“ متوفراً بشكل واسع في معظم المتاجر الكبرى والمحال التجارية والمولات، حيث يحظى بإقبال متزايد من المستهلكين الباحثين عن بدائل غذائية طبيعية غنية بالبكتيريا النافعة ومضادات الأكسدة.