من ”حرائق“ القصيدة إلى ”حديث الثلاثاء“: العبادي والسالم في لقاء أدبي بالدمام

نظمت جمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية والثقافية، امسية شعرية أحياها الشاعران شفيق العبادي وزكي السالم.
واجتذبت الأمسية حشدًا نوعيًا من الشعراء والأدباء والمثقفين الذين قدموا من مختلف مدن المنطقة الشرقية، بما في ذلك الدمام والقطيف والأحساء، بالإضافة إلى حضور من مملكة البحرين، مما أضفى على الأجواء زخمًا ثقافيًا لافتًا.
وافتتح الأمسية وقدّم فقراتها عضو الجمعية الشاعر محمد البدي، الذي رحب بالحضور والشاعرين الضيفين، ممهدًا لأجواء شعرية ماتعة.
وعلى مدار ثلاث جولات متتالية، حلق الشاعران العبادي والسالم بالحضور في فضاءات إبداعية متنوعة، حيث قدما مجموعة من النصوص الشعرية التي نالت استحسان وتفاعل الجمهور. وقد تنوعت قصائدهما بين الشكل العمودي التقليدي وقصيدة التفعيلة، متناولة أغراضًا وموضوعات متعددة.
ومن بين ما ألقاه الشاعر شفيق العبادي نصوص حملت عناوين ”يا حادي الركب“، و”دعيهم يمروا“، و”الفضيحة“، و”هم ليس هم“.
فيما أثرى الشاعر زكي السالم الأمسية بقصائد منها ”يوسف في غيابه الحب“، و”ثلاثية حانة العشق“، و”فاتنة وشاعر“.
ولم تقتصر الأمسية على إلقاء الشعر، بل تخللتها فقرة حوارية أدارها عريف الأمسية، حيث وجه سؤالًا لكل شاعر.
ورداً على سؤال حول مقياس القصيدة لديه، أوضح الشاعر شفيق العبادي أن قيمة القصيدة الحقيقية تكمن في الأثر العميق و”الحرائق“ التي تخلفها في نفس المتلقي، معتبرًا أنها تتجاوز كونها مجرد كلمات مرصوفة وأن الموسيقى قد تكون ”خديعة“ إذا لم تنبع من داخل اللغة وتكون محرضة للتفكير والشعور.
من جانبه، كشف الشاعر زكي السالم، عند سؤاله عن مبادرته ”حديث الثلاثاء“، أنها جاءت كرد فعل على ما لاحظه من انتشار للمجاملات في المشهد الأدبي، ورغبة منه في تسليط الضوء على بعض العادات غير المستحبة وتشخيص مواطن الخلل في محاولة لمعالجتها.
وفي ختام هذه الفعالية الثقافية، قام أحمد اللويم، الرئيس التنفيذي لجمعية ابن المقرب للتنمية الأدبية والثقافية، بتكريم الشاعرين شفيق العبادي وزكي السالم، بالإضافة إلى عريف الأمسية الشاعر محمد البدي، تقديرًا لمشاركتهم وإسهامهم في إنجاح هذا المحفل الأدبي.