آخر تحديث: 17 / 12 / 2025م - 2:50 ص

ماذا سيحدث في سماء المملكة عند الساعة 10 مساء اليوم؟

جهات الإخبارية

تشهد سماء المملكة، مساء اليوم الثلاثاء، ظاهرة فلكية استثنائية تحول الأفق الشرقي إلى لوحة فنية طبيعية، حيث أعلنت الجمعية الفلكية بجدة عن ظهور تشكيلات نادرة من الأجرام السماوية شديدة السطوع يمكن رصدها بالعين المجردة بدءاً من الساعة العاشرة مساءً.

يأتي ذلك في مشهد يجمع بين عمالقة الكواكب وألمع نجوم الشتاء، ويقدم فرصة مثالية لعشاق الفلك والمصورين لتوثيق عظمة الكون دون الحاجة لتلسكوبات معقدة.

ويتسيد المشهد السماوي الليلة ظهور نجم ”الشعري اليمانية“، الجوهرة الأكثر لمعانًا في قبة السماء والواقع ضمن كوكبة الكلب الأكبر، متميزاً بلونه الأبيض المزرق الذي يجعله منارة كونية ترشد الراصدين وتخطف الأنظار ببريقها الساحر في ليالي الشتاء الباردة.

ويشارك في هذه السمفونية الضوئية نجم ”الشعري الشامية“ المنتمي لكوكبة الكلب الأصغر، ليشكل مع جاره اليماني ونجم منكب الجوزاء ما يعرف فلكياً بـ ”مثلث الشتاء“، وهي تشكيلة هندسية سماوية تعد من أبرز العلامات الدالة في رصد السماء خلال هذا الموسم.

وينافس كوكب المشتري النجوم بلمعانه الاستثنائي الليلة، حيث يظهر كملك متوج في الجهة الشرقية بسطوع يبهر الأبصار حتى داخل المدن المضاءة، فيما يمكن لمن يمتلك منظاراً صغيراً رؤية أقماره الأربعة الكبيرة تصطف حوله في مشهد تاريخي يعيد للأذهان اكتشافات غاليليو الأولى.

وتبرز كوكبة الجبار ”الجوزاء“ بكامل هيبتها كأيقونة للمجموعات النجمية الشتوية، مميزة بحزامها الشهير المكون من ثلاثة نجوم مصطفة بانتظام دقيق، وتحتضن بين طياتها سديم الجبار الذي يظهر كسحابة كونية غامضة يمكن تلمحها بالمنظار الثنائي.

وتكمل كوكبة التوأمان عقد اللؤلؤ السماوي في الأفق الشمالي الشرقي، حيث يتلألأ نجماها ”كاستور“ و”بولكس“ بوضوح تام، متزامنة مع موسم زخة شهب التوأميات التي تبلغ ذروة نشاطها خلال ليالي شهر ديسمبر الحالية.

وأكد المهندس ماجد أوزاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن رصد هذا الكرنفال السماوي متاح للجميع من أي موقع مفتوح ومظلم، مشيراً إلى أن العين البشرية تحتاج فقط لبعض الوقت للتكيف مع الظلام لتتجلى أمامها تفاصيل القبة السماوية بوضوح مذهل.

ووصف المشهد المرتقب الليلة بأنه إحدى أجمل اللوحات السنوية التي ترسمها الطبيعة، حيث تتناثر الجواهر السماوية لتعكس جمالاً واتساعاً يبعث على التأمل، داعياً الجميع لرفع رؤوسهم نحو السماء والاستمتاع بهذا العرض المجاني البديع.