لماذا تنهي 99% من الأمهات الحمل عند اكتشاف تشوه الجنين؟

كشف المدير التنفيذي لمركز طب الجينوم بمدينة الملك فيصل التخصصي، الدكتور صلاح الباز، أن حوالي 99% من السيدات الحوامل اللاتي يتأكد لديهن إصابة الجنين بعيب خلقي حاد لا يُرجى شفاؤه، يفضلن اتخاذ قرار إنهاء الحمل، وذلك ضمن إطار طبي وشرعي دقيق يهدف إلى تخفيف المعاناة المستقبلية عن الأسرة والطفل.
وأوضح الباز أن المركز يوفر تقنية متقدمة تعتمد على فحص دم الأم الحامل لاستخلاص الحمض النووي للجنين، وهو إجراء أولي قادر على الكشف المبكر عن العيوب الخلقية بنسبة دقة تصل إلى 85%.
وأشار إلى أن هذا الفحص يُجرى لجميع الحوامل بالمستشفى، على أن يتم تأكيد أي نتائج إيجابية عبر فحوصات أكثر دقة للسائل الأمنيوسي أو المشيمي لضمان التشخيص اليقيني.
وشدد على أن قرار الإجهاض لا يتم إلا بعد عرض الحالة على لجنة مختصة تلتزم بالضوابط الشرعية والقانونية والطبية المعتمدة.
وأكد أنه يجوز إجهاض الحمل قبل بلوغ الجنين 19 أسبوعًا، إذا ثبت أن حالته المرضية ميؤوس من شفائها وستسبب مشقة بالغة للأسرة. ويجب استكمال كافة الإجراءات التشخيصية خلال هذه الفترة الزمنية الحرجة لمنح الأم الخيار الكامل لاتخاذ قرارها.
وعلى صعيد الإحصائيات، بيّن الباز أن المركز قدم الخدمة لنحو 1200 سيدة حامل خلال العام الماضي، أظهرت نتائج 400 منهن وجود إصابات جينية، مما أتاح لهن فرصة اتخاذ قرار إنهاء الحمل وفق الشروط المعتمدة.
ولفت إلى أن هذا الخيار يكتسب أهمية بالغة بالنظر إلى التكاليف الباهظة لرعاية الأطفال المصابين بأمراض جينية نادرة، والتي قد تصل تقديراتها وفقًا لاقتصاديات الصحة العالمية إلى 15 مليون ريال على مدى حياة الفرد الواحد، وهو ما يعكس حجم الأعباء الإنسانية والمادية الكبيرة التي تتحملها الأسر والمجتمع.