بعضها يصيب 300 نوع.. خبير يكشف خطورة الفيروسات النباتية وانتشارها
حذر أستاذ أمراض النباتات الفيروسية بجامعة الملك سعود، الأستاذ الدكتور محمد الصالح، من أن الفيروسات النباتية تعد من أكثر المسببات المرضية تنوعًا وقدرة على الانتشار.
وأكد أنه تم تشخيص أكثر من 50 نوعًا منها تصيب محاصيل زراعية حيوية في المنطقة، تشمل الخضروات مثل الخيار والطماطم، والمحاصيل الحقلية كالقمح والبطاطس، بالإضافة إلى أشجار الفاكهة كالحمضيات والمانجو.
وأوضح الدكتور الصالح أن هذه الفيروسات تعمل ككائنات متطفلة تستغل مكونات الخلية النباتية، مثل الإنزيمات والبروتينات، لتكرار نفسها بأعداد هائلة داخل النبات، مما يضمن استمرار الإصابة وانتشارها وتدهور صحة المحصول.
وأشار إلى أن خطورة بعض هذه الفيروسات تكمن في قدرتها على إصابة نطاق واسع من العوائل النباتية قد يتجاوز 300 نوع، كما يمكن للنبات الواحد أن يصاب بأكثر من فيروس في الوقت نفسه، مما يعقد من الأعراض ويتطلب تشخيصًا معمليًا دقيقًا لتحديد المسبب.
وعن طرق انتشارها، بيّن ”الصالح“ أنها تنتقل بآليات متعددة، أبرزها الانتقال الميكانيكي عبر ملامسة النباتات السليمة لنباتات مصابة أو من خلال الأدوات الزراعية أثناء عمليات التقليم والتطعيم.
وشدد على الدور المحوري الذي تلعبه الحشرات الناقلة، مثل حشرتي المن والذبابة البيضاء، في نقل الفيروسات من حقل لآخر، حيث يمكن للفيروس أن يتكاثر داخل أجسام هذه الحشرات.
وحذر من طرق الانتقال الأخرى التي قد لا تكون واضحة للمزارعين، مثل انتقال بعض الفيروسات عبر البذور المصابة، أو من خلال كائنات حية دقيقة في التربة كالنماتودا والفطريات، التي تهاجم الجذور وتفتح الباب أمام تسلل الفيروسات.
وشدد على أن التشخيص المبكر عبر الاختبارات المتقدمة هو حجر الزاوية لوضع برامج مكافحة فعالة للحد من الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تسببها هذه الآفات.
