آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

الشيخ الصفار: اللياقة النفسية أهم من الانتصار في الملاعب والتعصب انهزام أخلاقي

جهات الإخبارية

أكد الشيخ حسن الصفار على أن الاهتمام باللياقة النفسية وتهذيب المشاعر يمثل أولوية تفوق اللياقة الجسمية التي تهدف إليها الرياضة.

وشدد على أن الانتصار الحقيقي لا يكمن في تحقيق الفوز الميداني بقدر ما يكمن في التحلي بمكارم الأخلاق والسيطرة على الانفعالات السلبية.

وأوضح أن الدور الأساسي للدين يتمحور حول بناء هذا البعد الأخلاقي في حياة الإنسان، مستشهداً بحديث النبي محمد ﷺ بأن بعثته كانت لإتمام مكارم الأخلاق.

وفي هذا السياق، وصف التعصب بأنه حالة مرضية ودليل على فقدان اللياقة النفسية، حيث إن الشخص الذي يمارس التعصب، حتى وإن كان فائزاً في منافسة رياضية، يكون قد فشل وسقط في ساحة الأخلاق والقيم الإنسانية.

وبيّن أن تعزيز اللياقة النفسية في المجتمع يبدأ من احترام الكرامة الإنسانية التي منحها الله لجميع البشر دون تمييز بسبب اللون أو العرق أو الدين.

وأشار إلى أن القرآن الكريم كرم بني آدم جميعاً، وأن كل إنسان هو مخلوق لله ويجب أن تُحترم كرامته.

وأضاف أن احترام الآخرين هو في جوهره احترام للنفس، لأن الجميع جزء من النسيج الإنساني الواحد.

ودعا الشيخ الصفار إلى أن تكون المحبة هي الميزان في التعامل بين الناس، وأن يحب الإنسان لغيره ما يحب لنفسه، مستنداً إلى وصايا الإمام علي .

وطبق هذا المبدأ على المنافسات الرياضية، موجهاً رسالة إلى الفرق الفائزة وجمهورها بضرورة الحذر من السقوط في فخ التعصب، لأن الفوز الرياضي يفقد قيمته إذا صاحبه انهزام في اللياقة الأخلاقية.

ووجه حديثه للفرق التي لم تحرز الفوز، مؤكداً على أهمية احترام إنجاز المنافس وتقدير كفاءته، والنظر إلى الخسارة كفرصة لمعالجة نقاط الضعف وتحفيز الذات لتحقيق النجاح في المستقبل.

وحذر من أن تتحول المنافسة إلى مشاعر حقد وكراهية تجاه الطرف الآخر لمجرد أنه حقق إنجازاً.

وأكد على أن الرياضة يجب أن تكون وسيلة للتواصل والتعارف والانفتاح بين الشعوب، وليست أداة للفرقة والانقسام.

وأوضح أن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في الإنجاز والتقوى، داعياً الله أن يوفق الجميع للتحلي بمكارم الأخلاق التي هي أساس بناء المجتمعات الراقية والمتحضرة.