آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:16 ص

نَوَاحُ الغاسِق

عماد آل عبيدان

نَوَاحُ الغاسِق

لـمّا تهاوى النورُ من أفقِ الضحى
وغدا الصّباحُ بفجرِه في غاسقِ

أبصرتُ وجهَ البينِ يلمعُ مُرعِبًا
فيه المُنى تبكي كدمعِ العاشقِ

يا لَيتَ لي بينَ النجومِ مَرابِعًا
أُخفي بها وجدي وخفقَةَ طارقِ

قد ضاقَ صدري بالرّدى فتناثرتْ
أحلامُ عمري في فضاءِ شواهقِ

رحلَ الحبيبُ، فخلّفَتْ خطواتُهُ
قلبًا يئنُّ بجرحِه وطرائقِ

لا تسألوا قلبي قد اشتدَّ الأسى
فالدمعُ أصدقُ من حديثِ مناطقِ

يا ليتَ أيّامَ الوصالِ تعودُ لي
فأصوغَ منها عقدَ عمرٍ رائقِ

قد كنتُ أرجو أن أراكَ مواسِيًا
لكنْ غدوتَ لغيرِ قلبيَ سابِقِ

ما زالَ طيفُك في المدى يترنّمُ
كالطيرِ يبكي فوقَ غُصنٍ شائِقِ

أبني على الأملِ البعيدِ قصائدي
فإذا بها تهوي بليلٍ خانِقِ

يا وردَ أيّامي إذا ذبُلتْ رُبا
مَن ذا يُعيدُ نسيمَها المتناسِقِ؟

أشتاقُ في ظُلَمِ الليالي لمحةً
من وجهِك الوضّاحِ مثلَ الشارقِ

إنّي غريبٌ في ديارٍ لا أرى
فيها سِوى أشباحِ وجدٍ غارقِ