آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

مسرحية ”كونتينر“ تهيمن على جوائز مهرجان الزرقاء المسرحي

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف - الاردن

حققت مسرحية ”كونتينر“ السعودية إنجازاً فنياً استثنائياً في المشهد المسرحي العربي، بعد أن هيمنت على جوائز مهرجان صيف الزرقاء المسرحي في الأردن، بحصدها أربع جوائز كبرى دفعة واحدة في سابقة نادرة، لتتحول مشاركتها إلى الحدث الأبرز في المهرجان.

وتُوّج العمل بجوائز أفضل إخراج التي ذهبت للمخرج عقيل الخميس، وأفضل نص للكاتب عباس الحايك، بينما نالت الفنانة مريم حسين جائزة أفضل ممثلة، وحصد الفنان كُميل العلي جائزة أفضل ممثل. ويأتي هذا النجاح الكبير تتويجاً للدعم الذي قدمته هيئة المسرح والفنون الأدائية، والذي مكّن العمل من الظهور بصورة احترافية متكاملة لفتت أنظار النقاد والجمهور.

وتستمد المسرحية قوتها من قضيتها الإنسانية العميقة، حيث تدور أحداثها داخل حاوية شحن معدنية ”كونتينر“، تأوي زوجين من اللاجئين يعيشان صراعاً نفسياً حاداً بين رغبة الزوجة في نسيان الماضي المثقل بالاعتقال والخوف، وإصرار الزوج على التمسك بالذاكرة. ومن خلال هذا الفضاء المغلق، ينجح العمل في استحضار معاناة إنسانية عالمية تتجاوز حدود الزمان والمكان.

وقد برع الكاتب عباس الحايك في صياغة نص يزاوج بين التفاصيل اليومية والرمزية العميقة، جاعلاً من الحكاية مرآة تعكس القهر والاغتراب من جهة، والأمل والإصرار على الحياة من جهة أخرى. وهو ما مكنه من الفوز بجائزة أفضل نص عن جدارة.

من جانبه، أضفى المخرج عقيل الخميس على العرض بعداً بصرياً مؤثراً، حيث نجح في تحويل ”الكونتينر“ من مجرد مكان إلى رمز للحياة الهشة المؤقتة، ومساحة للأمل وبداية الحكايات الجديدة. واعتمد في رؤيته على البساطة في التكوين المسرحي مع توظيف مكثف للإضاءة والموسيقى، وهو ما استحق عليه جائزة أفضل إخراج.

وعلى خشبة المسرح، تجلى الأداء التمثيلي القوي الذي كان ثمرة تدريبات مكثفة بإشراف الممثل حسن العلي، حيث قدمت مريم حسين أداءً مؤثراً لشخصية الزوجة التواقة للنسيان، بحضور طاغٍ وانفعالات مدروسة. في المقابل، جسّد كُميل العلي بعمق شخصية الزوج المتشبث بالذاكرة، مضيفاً للعمل طبقة أخرى من التساؤلات حول الهوية والكرامة الإنسانية، ليحصدا بذلك جائزتي أفضل تمثيل.