هل ما زلت تصر على التعليم التقليدي؟ خبيرة تحذر من ”قولبة“ الأبناء

أكدت المستشارة الأسرية الدكتورة سارة العبدالكريم، أن غرس قيم المرونة والقدرة على التكيف في نفوس الأبناء أصبح ضرورة ملحة لإعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل المتسارعة، مشددة على أن دور التعليم الحديث لم يعد يقتصر على نقل المعرفة، بل تعدى ذلك إلى تأهيل الأجيال للتعامل مع المجهول.
وقالت العبدالكريم في مداخلة إذاعية، إن التسارع التقني والتغيرات المستمرة في المناهج الدراسية تحتم على الأسر والمجتمع التركيز على بناء المهارات الشخصية لدى الطلاب.
ولفتت إلى أن المعارف وحدها لم تعد كافية في عصر أصبحت فيه القدرات الفكرية ومهارات حل المشكلات على نفس القدر من الأهمية.
وأوضحت أن الدراسات الحديثة أثبتت أن المرونة في التفكير، إلى جانب الجلد والمثابرة، هي من أبرز سمات الأشخاص الناجحين مهنياً وشخصياً.
وحذرت في الوقت ذاته من أن بعض الممارسات التربوية الخاطئة، كالإفراط في التدليل، قد تؤدي إلى إضعاف شخصية الأبناء وتقليل قدرتهم على مواجهة صعوبات الحياة.
وفيما يتعلق بالمنظومة التعليمية، رأت العبدالكريم أن أساليب التلقين ما زالت حاضرة في الصفوف الأولية، وانتقدت إصرار بعض أولياء الأمور على العودة للأساليب التقليدية القائمة على الحفظ، رغم أن الجيل الجديد أصبح أكثر وعياً وقدرة على التفكير النقدي.
وأشارت إلى استمرار وجود فجوة تواصل بين الأسرة والمدرسة، معتبرة أن قصور المؤسسات التعليمية في إشراك الأهالي بشكل فاعل في البرامج والأنشطة يمثل عائقاً أمام بناء شراكة تربوية حقيقية.
ودعت العبدالكريم أولياء الأمور إلى تقبل التغيير والتخلي عن ”قولبة“ الأبناء وفق تجارب الماضي، موصية بأهمية تنظيم دورات توعوية للأهالي لمساعدتهم على فهم ومواكبة أساليب التعليم الحديثة، بما يخدم مصلحة أبنائهم ويعزز قدرتهم على النجاح في المستقبل.