آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

علاقة مقلقة بين سكري الحمل وذكاء الأطفال.. إليك التفاصيل

جهات الإخبارية

كشفت دراسة علمية حديثة وواسعة النطاق، عن وجود ارتباط مقلق بين إصابة الأمهات بسكري الحمل وارتفاع كبير في مخاطر تعرض أطفالهن لاضطرابات النمو العصبي، حيث تم عرض نتائجها هذا الأسبوع ضمن المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري في فيينا.

وأظهرت نتائج الدراسة، التي تعد من أضخم المراجعات العلمية في هذا المجال، أن سكري الحمل يزيد من احتمالية تشخيص الأطفال باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بنسبة تصل إلى 36%، وباضطراب طيف التوحد بنسبة 56%.

واستندت هذه النتائج إلى تحليل بيانات شملت أكثر من تسعة ملايين حالة حمل عبر 48 دراسة مختلفة أجريت في 20 دولة.

ولم تتوقف النتائج عند هذا الحد، بل أشارت أيضًا إلى أن الأمهات المصابات بسكري الحمل سجلن انخفاضًا في اختبارات الإدراك المعرفي، كما أحرز أطفالهن درجات أقل في اختبارات الذكاء والقدرات اللغوية، مع تسجيل معدلات أعلى من حالات التأخر النمائي لديهم، مما يسلط الضوء على بُعد جديد لمخاطر هذه الحالة التي تصيب حوالي 14% من النساء الحوامل عالميًا.

وفي هذا السياق، أعرب كبير الباحثين الدكتور لينغ - جون لي، من الجامعة الوطنية في سنغافورة، عن قلقه المتزايد إزاء ما وصفه بالآثار السامة المحتملة لسكري الحمل على الدماغ النامي للجنين، معتبرًا أن هذه النتائج تمثل تحديًا كبيرًا للصحة العامة يتطلب اهتمامًا عاجلاً.

ورغم أن الباحثين يؤكدون أن هذه النتائج لا تثبت أن سكري الحمل يسبب بشكل مباشر التوحد أو فرط الحركة، إلا أنها تؤكد وجود علاقة قوية تستدعي تكثيف الجهود الطبية.

وشددت الباحثة المشاركة كايتلين بور، من جامعة موناش، على الحاجة الماسة لدراسات طويلة الأمد لمتابعة الأطفال حتى سن البلوغ، ورصد ما إذا كانت هذه الارتباطات تستمر أو تتطور لمشكلات أكثر خطورة مع مرور الوقت.

وتعزز هذه الدراسة التي قادتها جامعة موناش الأسترالية الدعوات الموجهة إلى الأنظمة الصحية لتحسين استراتيجيات متابعة النساء الحوامل، والتشديد على أهمية ضبط مستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل، بالإضافة إلى ضرورة تكثيف الفحوصات التنموية للأطفال بعد الولادة للكشف المبكر عن أي تحديات قد تواجههم.