الأخصائي آل سعيد: غياب الوالدين عن المنزل يهدد استقرار الأطفال نفسيًا

حذّر الأخصائي النفسي الإكلينيكي، أحمد آل سعيد، من أن غياب أحد الوالدين أو كليهما عن المنزل بسبب ظروف العمل القاهرة قد يخلق بيئة أسرية غير مستقرة، ويلقي بظلاله السلبية بشكل مباشر على الصحة النفسية للأطفال.
وشدد على أن هذا التأثير قد يكون عميقًا ويستدعي تدخلًا عاجلًا.
وأوضح آل سعيد أن مفهوم البيئة غير المستقرة لا يقتصر فقط على وجود خلافات أو مشاكل أسرية بين الزوجين، بل يتسع ليشمل حالات الغياب الجسدي المستمر للوالدين.
وضرب أمثلة عملية على ذلك، مثل طبيعة عمل الأب التي تجبره على السفر أو الغياب المتكرر، أو عمل الأم والأب لساعات طويلة جدًا، أو حتى عمل أحدهما في منطقة أخرى بعيدة، مما يقتصر وجوده في المنزل على عطلات نهاية الأسبوع وقد تكون لعدة أسابيع.
وأكد الأخصائي النفسي أن هذا الغياب المستمر قد يترك أثرًا نفسيًا طبيعيًا على الطفل، الذي يجد نفسه في مواجهة ظروف تفرض عليه الابتعاد عن والديه.
وشدد على ضرورة عدم ترك الأطفال الذين يعيشون في مثل هذه الظروف يواجهون معاناتهم بمفردهم، ومن ثم التساؤل لاحقًا عن أسباب ظهور المشكلات السلوكية أو النفسية لديهم.
ودعا آل سعيد إلى أهمية مساعدة هؤلاء الأطفال بشكل استباقي وضرورة البحث بجدية عن حلول عملية للتخفيف من آثار هذه الظروف.
وأكد أن تجاهل معاناة الطفل يعد خطأً كبيرًا، حيث إن التدخل المبكر وتقديم الدعم النفسي اللازم يمثلان حجر الزاوية في بناء شخصية سوية وقادرة على التكيف مع تحديات الحياة.