آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

خبير نفسي: فرط استخدام الأجهزة الذكية قد يسبب لأطفالكم أعراضاً تشبه التوحد

جهات الإخبارية

مع انقضاء الأسابيع الأولى من العام الدراسي الجديد، دق الأخصائي النفسي الإكلينيكي، أحمد آل سعيد، ناقوس الخطر حول عدد من المشكلات السلوكية والتعليمية التي تواجه الأطفال.

وأكد أن التجاهل والتأجيل في التعامل معها قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على مستقبلهم الأكاديمي.

وأشار إلى أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض وسلوكيات لدى الطفل الطبيعي تشابه إلى حد كبير أعراض اضطراب طيف التوحد.

وأوضح آل سعيد أنه مع دخول الدراسة مرحلة الجدية، تبرز لدى العديد من الأطفال صعوبات متنوعة تشكل عائقاً أمام الأسرة والمعلم على حد سواء، ومنها فرط الحركة، وتشتت الانتباه، والصمت المفرط، بالإضافة إلى الخوف، والبكاء، ورفض المشاركة أو حتى الدخول إلى الفصل الدراسي.

وشدد على ضرورة عدم الاستهانة بهذه المؤشرات، التي قد تبدو بسيطة في بدايتها لكنها تتفاقم مع مرور الوقت، داعياً إلى ضرورة المبادرة بالبحث عن حلول جذرية بدلاً من انتظار أن تتغير الأمور من تلقاء نفسها.

وفي سياق متصل، فنّد آل سعيد الاعتقاد الشائع بأن الأجهزة الذكية بريئة من التأثير السلبي على الأطفال، معتبراً أن ترك الطفل يستخدمها لساعات طويلة بحجة أنها ”لا تضر“ هو فهم خاطئ وخطير.

وبيّن أن الطفل الذي ينغمس في عالم الشاشات قد تظهر عليه علامات مقلقة كالانعزال وعدم التفاعل الاجتماعي، وهي سلوكيات قد يتم تشخيصها بشكل متسرع على أنها ”توحد“، بينما هي في حقيقة الأمر مجرد أعراض مكتسبة تحتاج إلى تعديل سلوكي وتقنين فوري لاستخدام هذه الأجهزة، وليس بالضرورة اضطراباً نمائياً.

وانتقد آل سعيد بشدة ظاهرة التسويف لدى بعض الأسر، وحتى لدى بعض الكوادر التعليمية والإرشادية، في التعامل مع هذه المشكلات، محذراً من أن سياسة ”لعل وعسى“ أو انتظار أن ”يكبر الطفل ويتغير“ قد تؤدي إلى تفاقم المشكلة لدرجة يصعب معالجتها لاحقاً.

واستشهد بحالات واقعية لأطفال وصلوا إلى الصف الرابع أو السادس الابتدائي وهم لا يتقنون أساسيات القراءة والكتابة والحساب، وذلك نتيجة مباشرة للإهمال وعدم التدخل المبكر لمعالجة الصعوبات التي كانوا يواجهونها في سنواتهم الأولى.

وشدد الأخصائي النفسي على أن الحل الأمثل يكمن في التوجه إلى العيادات المتخصصة لعمل تقييم شامل ودقيق لحالة الطفل بمجرد ملاحظة أي سلوك غير طبيعي.

وأضاف أن هذا التقييم هو الخطوة الأولى نحو تحديد جذور المشكلة، وبناءً عليه يمكن توجيه الأسرة إلى المسار الصحيح، سواء كان ذلك يتطلب تدخلاً من أخصائي صعوبات تعلم، أو أخصائي نطق وتخاطب، أو علاجاً وظيفياً، أو برنامجاً لتعديل السلوك، أو حتى استشارة طبية في بعض الحالات التي تستدعي ذلك.

وشدد على أن المكابرة والإنكار لن يفضيا إلا إلى ضياع سنوات ثمينة من عمر الطفل التعليمي.