آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

كيف ترصد عناق المريخ والسماك الأعزل في سماء المساء؟

جهات الإخبارية

تشهد سماء السعودية والعالم العربي مساء اليوم السبت، حدثين فلكيين بارزين يحدثان في وقت متزامن، يجمعان بين الجمال البصري الذي يمكن رصده بالعين المجردة، والأهمية العلمية التي تتابعها المراصد ووكالات الفضاء العالمية.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الحدث الأول هو اقتران كوكب المريخ مع نجم السماك الأعزل اللامع، والذي سيمنح متابعيه مشهداً سماوياً بديعاً بعد غروب الشمس مباشرة.

وسيظهر المريخ بلونه النحاسي المحمر المميز، بجوار السماك الأعزل، ألمع نجوم كوكبة العذراء، الذي يتلألأ بلون أبيض يميل إلى الزرقة، مما يخلق تبايناً لونياً جذاباً يسهل تمييزه.

وبيّن أبو زاهرة أن المسافة الظاهرية بين الجرمين ستبلغ حوالي درجتين فقط، مما يعطي انطباعاً بتقاربهما الشديد، على الرغم من أن المسافات الحقيقية التي تفصل بينهما شاسعة جداً.

ولضمان أفضل مشاهدة، نصح بالبحث عن موقع مفتوح بعيداً عن أضواء المدن، مشيراً إلى أن الوقت المثالي للرصد يمتد من بعد غروب الشمس مباشرة وحتى الساعة 8:30 مساءً تقريباً، قبل أن يختفي المشهد خلف الأفق الغربي، مؤكداً أنها فرصة مثالية لهواة التصوير الفلكي.

وفي المقابل، يشهد الفضاء حدثاً علمياً مهماً غير مرئي، حيث يصل كوكب عطارد إلى نقطة ”الاقتران الشمسي العلوي“.

وشرح أبو زاهرة أن هذه الظاهرة تعني وقوع عطارد خلف الشمس تماماً بالنسبة للراصد من الأرض، مما يجعله يختفي كلياً في وهجها الساطع.

ويمثل هذا الاقتران نهاية فترة ظهوره في سماء الفجر، ليعود للظهور تدريجياً في سماء المساء خلال الأسابيع المقبلة.

وأضاف أن هذه المرحلة تمثل تحدياً لوكالات الفضاء، حيث يتسبب النشاط الشمسي في صعوبة الاتصال بالمركبات الفضائية القريبة من الكوكب، مما يضطرها لتعليق بعض عملياتها مؤقتاً. كما تعد هذه الظاهرة محطة مهمة لإعادة معايرة الحسابات المدارية الدقيقة للكواكب الداخلية.

ولفت رئيس الجمعة الفلكية إلى أن شهر سبتمبر حافل بالظواهر، حيث سيصل كوكب زحل إلى أفضل وضع له للرصد في 21 سبتمبر،

كما سيعود القمر ليقترن مع السماك الأعزل والمريخ يومي 23 و 24 سبتمبر على التوالي، داعياً الجمهور إلى الاستمتاع بهذه المشاهد التي تربط بين متعة التأمل في السماء وتعزيز الوعي بأهمية علوم الفلك والفضاء.