فحص الأجسام المضادة.. تقنية حديثة للكشف المبكر عن السكري الأول

حذر استشاري أمراض الغدد الصماء وسكري الأطفال، الدكتور بسام بن عباس، من نتائج مقلقة لدراسة حديثة كشفت عن وجود ملايين الأشخاص حول العالم يعيشون مع داء السكري من النوع الأول دون تشخيص، مما يعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة.
وأوضح بن عباس أن المملكة تُصنّف ضمن الدول العشر الأعلى في معدلات الإصابة بهذا المرض، وفقاً لبيانات الاتحاد العالمي للسكر.
وأشار إلى أن أعراضه الواضحة، المتمثلة في كثرة التبول والعطش الشديد ونقصان الوزن، ينبغي أن تكون جرس إنذار للأسر للتوجه الفوري للفحص الطبي.
وأكد أن الفهم الشائع الذي يربط مرض السكري بالسمنة أو قلة النشاط البدني لا ينطبق على النوع الأول.
وأوضح أنه مرض مناعي في المقام الأول، ينتج عن خلل يجعل الجسم يهاجم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، وينتشر بشكل واسع بين فئة الأطفال والمراهقين نتيجة عوامل جينية وبيئية معقدة لم تتضح معالمها بالكامل بعد.
وبيّن بن عباس أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث قد شرع في تطبيق برنامج للكشف المبكر عن المرض يستهدف أقارب المصابين من الدرجة الأولى.
ويعتمد البرنامج على تحاليل متقدمة تقيس مستوى الأجسام المضادة في الدم، والتي تعد مؤشراً حيوياً يظهر قبل أشهر أو حتى سنوات من بدء ظهور الأعراض السريرية، مما يمنح فرصة ثمينة لتحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بشكل استباقي.
وأشار الاستشاري إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت مؤخراً على علاج وقائي جديد أثبت قدرته على تأخير ظهور المرض بشكل فعلي لمدة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في التعامل مع المرض.
ولفت إلى أن الأبحاث العالمية مستمرة في مجالات متقدمة، مثل استخدام الخلايا الجذعية، بهدف الحفاظ على ما تبقى من وظائف البنكرياس لدى المرضى.
وشدد الدكتور بن عباس على الدور المحوري للتقنية الحديثة في تحسين جودة حياة المصابين، خاصة الأطفال الذين يستخدمون مضخات الإنسولين الذكية.
وأوضح أن المتابعة الرقمية عبر تطبيقات الهواتف المحمولة تتيح للأطباء والأهالي مراقبة مستويات السكر في الدم عن بعد، وتعديل جرعات الإنسولين بدقة، مما يساهم في تحقيق توازن أفضل وتجنب المضاعفات.