آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

كُتاب يرثون الملا العسيف: رحل الجسد وبقي الأثر الطيب والصوت

جهات الإخبارية نداء ال سيف - القطيف

نعى عدد من كُتاب صحيفة ”جهات الإخبارية“، خطيب المنبر الحسيني الشاب، الملا كرار العسيف، الذي وافته المنية إثر سكتة قلبية عن عمر لم يتجاوز الثامنة عشرة عامًا، في فاجعة خلّفت حزنًا عميقًا في محافظة القطيف.

وشكّل الرحيل المفاجئ للشاب العسيف صدمة كبيرة في مجتمعه، خاصة في بلدته القديح، حيث كان يُنظر إليه كأحد أبرز المواهب الواعدة التي يُنتظر منها أن تحمل مشعل المنبر الحسيني لأجيال قادمة.

وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة عزاء واسعة، عكست حجم الألم الذي أحدثه غيابه في قلوب كل من عرفه أو استمع لصوته الشجي.

ومن خلال مقالاتهم الرثائية، رسم الكُتاب صورة مؤثرة للفقيد، حيث وصفه الكاتب حسن الناصر بأنه ”مشروع خطيب كبير“، لم يكن يسعى لشهرة بل للقرب من الإمام الحسين، مشيدًا بذاكرته الحافظة وصوته الذي يصدح بالحزن، وتواضعه الجم رغم تميزه، وحرصه الشديد على التعلم ومجالسة العلماء.

ومضى يقول في مقالته التي عنوانها ”وداع الفتى الحسيني“ كل مَن عرفه شهد له بالأدب والخلق وصفاء القلب وصفاء النية لم يكن طالب شهرة بل طالب قرب من الحسين، لم يكن يقرأ ليُقال: قرأ، بل ليشعر أنه أدى جزءا من حقّ الحسين، وكان يطمح أن يحمل هذا الصوت المبارك إلى حيث يصل صداه لكل من لا يزال قلبه حيّا بمصاب أهل البيت.

من جانبه، وصف الكاتب حسين الدخيل رحيله بـ ”الفقد الموجع والخسارة المؤلمة“، مؤكدًا أن الراحل لم يكن شابًا عاديًا، بل خادمًا مخلصًا عُرف بروحه المؤمنة وابتسامته الدائمة وحسن خلقه مع الجميع.

وعن فاجعة رحيله المفاجئ قال بأنه شكّل صدمة في المجتمع، وأحدث ألمًا عميقًا في قلوب كل من عرفه أو سمع صوته، منوها بأن فقدان الشباب دائمًا موجع، لاسيما إذا كان خادمًا للدين، محبوبًا بين الناس، ومصدرًا للخير.

وأشار إلى أن القديح ودّعت أحد أبنائها البررة الذي ترك أثرًا جميلًا في نفوس كل من عرفه.

وعدد الدخيل بعضا من المزايا التي تميّز بها الراحل ومنها تواضعه، واحترامه للناس صغيرًا وكبيرًا. لا يتأخَّر في خدمة أحد، ويشارك في الأنشطة الدينية والاجتماعية بهدوء وصمت ومحبة ومن القلوب، وترك أثرًا جميلًا في نفوس كل من عرفه.

وقال الكاتب سلمان العنكي بأن القطيف عامة والقديح خاصة فجعت يوم أمس برحيل الفتى الشاب الطموح، ابن الثامنة عشر ربيعًا، الملا كرار بن حسين بن سعيد العسيف - القديحي، إلى جوار ربه دون مؤشرات توحي بوفاته، حتى انتشر خبره سريعًا في مواقع التواصل وأصبح حديث الساعة.“

وأكد في مقالته ”زين الشباب الملا «العسيف» يرحل“ بأن المرحوم يستحق ذلك وأكثر، فهو من خيرة أبناء جيله أخلاقًا وأدبًا وتوجهًا. يكفيه فخرًا ورفعة شأن وشرفًا ارتقاؤه المنبر الحسيني في هذه السن المبكرة

فيما استذكر الكاتب رضي العسيف بداياته المبكرة خلال جائحة كورونا، حين كان يطل عبر شاشة الهاتف وهو لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، يقرأ المراثي بصدق وإحساس يفوقان سنوات عمره، وكأنه نذر حياته القصيرة ليكون ”صوتًا رساليًا“ ينشر القيم ويزرع بذور الولاء في قلوب سامعيه.

وتابع مستذكرا: كنت أتابعه بين حين وآخر، متسائلًا في داخلي: كيف لطفلٍ لم يتجاوز الثانية عشرة أن يحمل همَّ الحسين في قلبه الصغير، بينما أقرانه يلهون في غفلة الطفولة؟ لكنه لم يكن كالأقران، لقد كان يتدرب ليكون صوتًا رساليًا، يبكي الحضور، ينشر القيم، ويزرع بذور الولاء في قلوب سامعيه.

وأكد الكاتب عماد ال عبيدان على أن رحيل كرار لم يكن خبرًا يمر مرور الكرام؛ إنما اهتزّت القديح والقطيف بمدارسها وأزقتها ومجالسها،

وقال في مقالته بعنوان ”فتى المنبر.. وقمر القديح“ أن الملا كرار كان عنوانًا لجيل آمن أن المنبر رسالة وليست وظيفة.

وأشار إلى أن هذا الرحيل المفاجئ هو تذكرة لنا جميعًا بأن الحياة أقصر من أن تُؤجَّل فيها رسائل الخير، مبينا أن الموت حين يخطف واحدًا من شباب المنبر يذكّرنا أن الخطاب الحسيني ليس حكرًا على كبار السن وأصحاب التجربة الطويلة؛ هو روح تتنفس في كل جيل، وتزهر كلما صعد شاب مخلص ليهتف: ”السلام عليك يا أبا عبد الله“.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابو حيدر ال سليمان
[ القطيف-الجاردوية ]: 8 / 9 / 2025م - 8:41 م
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَ?ئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ? وَأُولَ?ئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

أتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسرتكم الكريمة وجميع اقاربكم ومحبيكم في مصابكم وأحسن الله لكم العزاء وتغمد الله الفقيد السعيد بواسع رحمته، وأسكنه الله الفسيح من جناته مع النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين ، ومسح على قلوبكم بالصبر والسلوان?
.
اللهم ارحم غربته وآنس وحشته وآمن روعته وأسكن إليه من رحمتك ما يستغني به عن رحمة من سواك، وألحقه بمن كان يتولاهم?

اللهم اجعل في قبره الضياء والنور والفسحة والسرور ، وانقله اللهم من ضيق القبور الى سعة الدور والقصور ?

ورحم الله من قرأ له ولجميع المؤمنين والمؤمنات سورة المباركة الفاتحة .