بعد 35 عاماً.. قائدة تربوية تترجل تاركةً إرثاً من التطوير في تعليم القطيف

أسدلت الساحة التعليمية بالمنطقة الشرقية الستار على مسيرة إحدى أبرز قياداتها، حيث ترجلت القائدة التربوية سارة الغافلي، قائدة المدرسة الابتدائية الأولى بالبحاري في محافظة القطيف.
يأتي ذلك بعد رحلة مهنية حافلة امتدت لخمسة وثلاثين عاماً، صنعت خلالها بيئة تعليمية نموذجية وأثرًا مجتمعيًا ملموسًا.
بدأت رحلة الغافلي المهنية من منطلق إيمانها العميق بأن التعليم رسالة تتجاوز أسوار الفصول الدراسية لتمتد إلى خدمة المجتمع، فبعد تخرجها من جامعة الملك فيصل بالأحساء عام 1411 هـ، كرّست ثماني سنوات من وقتها للعمل التطوعي في جمعية القارة الخيرية، وهي الفترة التي صقلت فيها مهاراتها القيادية ورسخت لديها روح المبادرة، بالتوازي مع عملها كمعلمة للعلوم والرياضيات.
عُرفت القائدة التربوية بشغفها بالتعلم التجريبي، حيث رأت في المختبرات المدرسية فضاءً حيوياً لاكتشاف مواهب الطالبات وتنمية فضولهن العلمي.
هذا الشغف تحول إلى رؤية متكاملة للتطوير عندما انتقلت للعمل وكيلةً في الابتدائية الأولى بالبحاري، إذ وضعت منذ عامها الأول خطة طموحة لتحويل المدرسة إلى بيئة تعليمية أكثر تفاعلية وجاذبية.
ومع توليها زمام القيادة، ترجمت الغافلي خططها إلى إنجازات ملموسة غيرت وجه المدرسة بالكامل، إذ كان من أبرز ثمار جهودها إنشاء غرفة مصادر مجهزة بالكامل للتربية الخاصة لخدمة كافة فئات الطالبات، وتوفير مواقف خاصة بذوي الهمم لتسهيل وصولهم.
كما ساهمت في بناء ملعب متكامل ومصلّى لتعزيز الجوانب البدنية والروحية لدى الطالبات، كما شملت خطتها تجهيز غرف متطورة للحاسب الآلي والأنشطة الرياضية والاجتماعات، وأعادت هيكلة المكاتب الإدارية بما يضمن أعلى درجات الانضباط وجودة الأداء.
وفي ختام مسيرتها، أعربت سارة الغافلي عن امتنانها وتقديرها لكل من ساندها في رحلتها، مؤكدة أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدعم الذي وجدته من مدير مكتب تعليم القطيف عبد الله القرني، والمتابعة المستمرة من المشرفتين التربويتين شريفة المنبهي ونادية الدوسري.
ووجهت شكرها لفريق العمل الذي شاركها الرؤية وعمل معها بإخلاص لتحقيق الأهداف المنشودة.