آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 9:03 ص

كيف يمكن لكلمة شكر صادقة أن تنقذ علاقتك الزوجية؟

جهات الإخبارية

أكد الشيخ صالح آل إبراهيم أن التقدير المتبادل بين الزوجين ليس مجرد قيمة أخلاقية رفيعة، بل هو حاجة إنسانية فطرية وعامل حاسم في استقرار العلاقات الزوجية ونجاحها، مستشهدًا بدراسة علمية موسعة وبسيرة النبي محمد ﷺ وزوجته السيدة خديجة كنموذج عملي لأسمى درجات التقدير.

جاء ذلك في محاضرة بعنوان ”التقدير بين الزوجين“، حيث استهل حديثه برواية مؤثرة تظهر عمق تقدير النبي لزوجته الراحلة، إذ بكى عند ذكرها بعد سنوات من وفاتها، وقال: ”وأين مثل خديجة؟ صدقتني حين كذبني الناس، وازرتني على دين الله، وأعانتني عليه بمالها“.

وأوضح آل إبراهيم أن هذا الموقف يعكس ثقافة التقدير التي لم تقتصر على حياتها، بل امتدت لتصبح جزءًا من سيرته.

ولدعم طرحه علميًا، استشهد آل إبراهيم بدراسة أجراها الدكتور جون جوتمان على مدى 50 عامًا وشملت 40 ألف حالة زواج، والتي توصلت إلى أن العامل المشترك الوحيد بين جميع الزيجات المستقرة هو رغبة كل طرف في أن يشعر بالتقدير وأن يتم الاعتراف بجهوده من قبل شريك حياته.

وأشار إلى أن هذا الشعور يمنح الإنسان إحساسًا بقيمته الذاتية ودوره في الأسرة، وهو ما أكد عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: ”وَلَا تَنْسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ“.

وشرح الشيخ آل إبراهيم الفوائد الملموسة التي يجنيها الزوجان من ممارسة التقدير، مؤكدًا أنه لا يقتصر على تحسين المزاج اللحظي. فالتقدير يعزز المحبة والانسجام، ويبني الثقة والاحترام المتبادل، ويدعم الصحة النفسية عبر بث السعادة ومنع مشاعر الإحباط والقلق. والأهم من ذلك، أنه يحد بشكل كبير من المشاكل والخلافات، التي ينبع الكثير منها من شعور أحد الطرفين بأن تضحياته وجهوده لا تُرى أو تُقدّر.

وأوضح أن التقدير يعمل كحافز قوي للعطاء المتبادل؛ فعندما يجد الإنسان الشكر والثناء على ما يقدمه، فإنه يتحفز تلقائيًا لبذل المزيد، مما يخلق دائرة إيجابية من العطاء في العلاقة.

وفي المقابل، فإن غياب التقدير يؤدي إلى الإحباط والتراجع عن العطاء، وهي حالة نفسية تصيب الكبار والصغار على حد سواء.

وقدّم آل إبراهيم أربع طرق عملية يمكن للأزواج من خلالها التعبير عن تقديرهم لبعضهم البعض. تبدأ بالكلمات الصادقة من شكر ومدح وثناء على أمور محددة، وتمر عبر المكافآت المادية كالهدايا، ثم الأفعال الداعمة مثل المساعدة في المسؤوليات والمشاركة في الاهتمامات.

أما الأسلوب الرابع والأكثر تأثيرًا، فهو إظهار الامتنان والاعتراف بفضل الشريك أمام الآخرين، كما كان يفعل النبي ﷺ حين كان يثني على السيدة خديجة وفضائلها أمام الجميع، مما يرسخ مكانتها ويعمق أثر التقدير.

/DGwQf4FfwtI?si=pRrPZ1FqWXDPM6Dm