فيض من الحزن.. هكذا نعى مثقفو المملكة رائد القصة جبير المليحان

خيّم الحزن على الأوساط الثقافية والأدبية في السعودية والعالم العربي، بعد الإعلان عن وفاة القاص والأديب جبير المليحان، الذي يُعد أحد أبرز رواد فن القصة القصيرة، وذلك بعد معاناة مع المرض.
وفور إعلان نبأ وفاته، ضجت منصات التواصل الاجتماعي بعبارات النعي والرثاء من كبار الأدباء والمثقفين الذين أجمعوا على أن رحيله يمثل خسارة فادحة للساحة الأدبية.
وتوّفي القاصّ ”أبو أيمن“ كما يحبُّ أصدقاؤه أن يسموه بعد معاناة مع المرض، ورحل تاركاً خلفه تراثاً ثقافياً وأدبياً وإنسانياً فقد كان أيقونة من المثابرة والنشاط في خدمة الأدب والثقافة.
وأكد الباحث والمترجم في الأدب والنقد والفكر سعد البازعي على هذه الخسارة بقوله إن الأدب السعودي ”يفقد علماً من أعلامه الذين فعلوا الكثير لدعمه من خلال القصة القصيرة التي كان أحد روادها البارزين ورعاتها الاستثنائيين“، مشيراً إلى أن الراحل كان قبل كل شيء ”إنساناً خلوقاً سيفقده الكثيرون“.
هذه الريادة وصفتها أستاذة النقد زكيّة العتيبيّ بلقب ”حارس القصة القصيرة ورفيقها الأوفى“، مؤكدة أنه كان من أوائل الذين أسسوا للقصة وطناً في الفضاء الرقمي عبر موقعه الشهير. وهو ما فصله الشاعر جاسم الصحيح الذي ذكر أن لاسم المليحان ”رنيناً ذهبياً في عالم القصة“، وأنه قام بتأسيس ”شبكة القصة العربية“ كدليل على إيمانه ووفائه العميق لهذا الفن الجميل.
هذا المشروع الرقمي الرائد أشار إليه أيضاً رئيس لجنة السينما بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء محمد البشير، الذي اعتبر موقع ”القصة العربية“ بمثابة ”جامعة لقبيلة السرد من كل البلاد العربية“.
وقالت الروائية أميمة الخميس أن المليحان سعى من خلال مشاريعه لجعل العمل المؤسسي حاضناً أول للإبداع، سواء عبر رئاسته لنادي الشرقية الأدبي، أو عبر موقعه الإلكتروني.
وامتدت كلمات الرثاء لتلامس الجانب الإنساني العميق في شخصية الراحل، حيث علق الروائي والمترجم أحمد الشويخات بأن جبير المليحان ”رحل بهدوء يشبهه دون ضجيج“، تاركاً إرثاً من المشاعر والذكريات لدى كل من تعامل معه.
واتفق معه الكاتب والإعلامي محمد الفوز الذي وصف المليحان بأنه كان ”علامة بارزة في المشهد الثقافي وأيقونة في الحراك والتجديد بالمنطقة الشرقية“، فضلاً عن كونه ”مُخلصاً في ذاته ووفياً مع محبيه“.
وعبّر الروائي عبده خال عن حزنه بكلمات شعرية مؤثرة قائلاً: ”المليحان رفع يد الوداع.. ورقه الأصفر سقط في ثاني أيام أيلول“. فيما نعاه القاص حسين السنونة بعبارة ”للقصة بقية“، مضيفاً أن جبير المليحان كان قصة مدهشة مكتملة العناصر، لكنها رحلت دون أن تكتمل.