آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

العام الدراسي … والقرار التربوي الرحيم

غادة علي الشماسي *


مع انطلاق عام دراسي جديد، لا نبدأ فقط مع جداول وكتب، بل مع قلوب صغيرة ومشاعر نامية تحتاج إلى أن نشعر بها قبل أن نعلّمها.

وهنا تأتي أهمية القرار التربوي الرحيم، القرار الذي يوازن بين النظام والإنسانية، بين القوانين واحتياجات الطلاب النفسية.

الطفولة… حين يصنع الأمان فارقًا

في المرحلة الابتدائية، يحتاج الطفل إلى الأمان والاحتواء أكثر من حاجته للمعلومة.

عندما يجد من يفهمه ويحتضنه، ينعكس ذلك مباشرة على تحصيله الدراسي:

• يزداد تركيزه.

• يرتفع تفاعله.

ينمو دافعه للتعلم لأنه يشعر بالطمأنينة والانتماء.

لكن إن فُصل فجأة عن صفه أو بيئته التي اعتاد عليها، قد يتراجع مستواه لأنه فقد أمانه الداخلي. لذلك فإن أي انتقال يحتاج إلى تهيئة وتأهيل نفسي، لا أن يحدث بشكل مفاجئ.

المراهقة… مرحلة بناء الذات

أما في المرحلة المتوسطة وما بعدها، يزداد الأمر حساسية.

المراهق يبحث عن ذاته، ويُكوّن هويته، وأي تغيير مفاجئ في محيطه الدراسي قد يُربكه ويُضعف دافعيته.

فقدان الأصدقاء أو المعلمين الذين اعتاد عليهم ليس مجرد تغيير عابر، بل قد يترك أثرًا مباشرًا على التفاعل والتحصيل الدراسي.

التربية بالرحمة… استثمار بعيد المدى

التربية بالرحمة ليست ضعفًا، بل هي استثمار في استقرار الطلاب وإنتاجيتهم.

فالطالب الذي يشعر بالأمان في بيئته التعليمية، يكون أكثر قدرة على التعلّم، وأكثر استعدادًا للنجاح.

ومع بداية هذا العام الدراسي، لنجعل قراراتنا التربوية أقرب إلى الرحمة… وأعمق أثرًا في نفوس أبنائنا وبناتنا.

مستشارة أسرية تربوية