آخر تحديث: 5 / 9 / 2025م - 7:41 م

بعد 67 عاماً.. المزارع ”العسيف“ يروي قصة عشقه للنخلة

جهات الإخبارية

مع ارتفاع درجات حرارة الصيف كل عام، تبدأ في محافظة القطيف حكاية موسم ينتظره الأهالي بشغف، ليس لأنه مجرد فترة حصاد، بل لأنه يمثل إرثاً عميقاً وجزءاً لا يتجزأ من ذاكرة المنطقة، حاملاً معه نكهة الأرض الأصيلة ودفء التراث المتوارث عبر الأجيال.

وتتجلى هذه الصورة الحية بين بساتين النخيل في قرية التوبي، حيث تتزين المزارع بعذوق الرطب مختلفة الأصناف والألوان، وينهمك الأهالي في طقوس الحصاد التي تمزج بين العمل الدؤوب واستعادة ذكريات الماضي الجميل.

ويروي المزارع علي العسيف، قصة ارتباطه الوثيق بالنخلة والتي تمتد لأكثر من سبعة وستين عاماً.

وأوضح أنه بدأ رحلته في تسلق النخيل وجني الرطب منذ عام 1380 هجري، مستذكراً كيف كان هو ورفاقه ينقلون المحصول إلى الأسواق على أكتافهم قبل ظهور وسائل النقل الحديثة، مؤكداً أنه لا يزال يواصل هذا العمل بنفس الشغف على الرغم من كل التغيرات.

وأشار إلى أن ما يميز القطيف هو التنوع الفريد في أصناف الرطب، حيث تبدأ تباشير الموسم بالماجي والغرة، وتتبعها أصناف شهيرة كالإخلاص والخنيزي، وصولاً إلى أنواع نادرة مثل ”بنات السيد“ و”الإحلالي“.

وبيّن أن لكل صنف خصائصه، فالبعض يتحول من اللون الأحمر إلى الأسود عند اكتمال نضجه، بينما يحافظ البعض الآخر على لونه الأصفر الزاهي.

وأكد المزارع أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة الشرقية ورطوبتها العالية تمنح الرطب طراوة ومذاقاً استثنائياً يميزه عن باقي مناطق المملكة، مما يجعله وجهة مفضلة للمتذوقين والباحثين عن جودة هذا المحصول الموسمي الثمين.