آخر تحديث: 5 / 9 / 2025م - 7:41 م

الاخصائي النمر: إجبار الطفل الصامت اختياريًا على الكلام يعمق المشكلة ويزيدها تعقيداً

جهات الإخبارية

أوضح الاختصاصي بعلم النفس أسعد النمر أن الصمت الاختياري يُصنف كأحد اضطرابات القلق التي تصيب الأطفال، مؤكدًا أنه ليس اختيارًا متعمدًا أو سلوكًا عناديًا، بل هو حالة قهرية يضطر فيها الطفل إلى الصمت لتجنب الشعور بالقلق الشديد في مواقف اجتماعية معينة.

ويظهر هذا الاضطراب عادةً في سن مبكرة، وغالبًا ما يتم تشخيصه بوضوح عند التحاق الطفل بالروضة أو المدرسة الابتدائية، حيث يصبح التباين صارخًا بين طلاقته في الحديث داخل بيئة المنزل الآمنة وصمته المطبق في البيئات الجديدة أو مع أشخاص غير مألوفين.

وأشار النمر إلى أن هذا الصمت ليس مطلقًا، فالطفل قد يتحدث بشكل طبيعي مع أفراد أسرته المقربين، بينما يعجز تمامًا عن الكلام في المدرسة أو في التجمعات العائلية الممتدة. وفي الحالات الشديدة، قد يقتصر حديثه على شخص واحد فقط يعتبره مصدر الأمان المطلق.

وشدد على أن التشخيص الدقيق يتطلب استبعاد أي أسباب عضوية أخرى، مثل مشاكل السمع أو اضطرابات النطق واللغة، كما يجب التأكد من أن الحالة ليست مجرد خوف من المدرسة أو قلق انفصال، حيث تستدعي تلك الحالات بروتوكولات علاجية مختلفة.

وقال خلال لقائه مع بودكاست أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف الذي جاء تحت عنوان ”الصمت الاختياري“ ”يُعتمد تشخيص الصمت الاختياري إذا استمر الطفل في صمته لمدة شهر على الأقل في بيئة اجتماعية محددة كالمدرسة“.

وأوضح النمر أنها غالبًا ما تكون مزيجًا من عدة أسباب متداخلة. فالاستعداد الوراثي يلعب دورًا، حيث إن وجود تاريخ عائلي من الخجل أو اضطرابات القلق يزيد من احتمالية الإصابة.

وبين أن أساليب التنشئة الاجتماعية لها تأثير بالغ، فالحماية المفرطة التي تضعف ثقة الطفل بنفسه، أو على النقيض، التربية القائمة على الشدة والضغط، قد تساهم في تفاقم المشكلة.

وأضاف أن التغيرات البيئية المفاجئة، مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو العودة من بيئة ثقافية ولغوية مختلفة، قد تشكل ضغطًا إضافيًا يدفع الطفل إلى الانعزال والصمت.

وفيما يتعلق بالعلاج، أكد النمر أن العلاج السلوكي، وتحديدًا أسلوب ”التعرض المتدرج“، هو الأكثر فعالية. وتقوم الخطة العلاجية على ثلاثة محاور رئيسية هي: الأشخاص، الأنشطة، والأماكن. وتبدأ الخطة بتحديد الأشخاص الذين يثق بهم الطفل، والأنشطة التي يستمتع بها، والأماكن التي يشعر فيها بالراحة.

وأضاف يتم دمج هذه العناصر لخلق بيئة آمنة تشجع الطفل على الكلام تدريجيًا، مثل أن يقوم الأب ”الشخص الآمن“ بممارسة نشاط الرسم ”النشاط المريح“ مع طفله في غرفة هادئة ومنعزلة بالمدرسة ”المكان الآمن“.

وشدد على أن التدخل العلاجي يجب أن يتم في البيئة التي يظهر فيها الصمت، أي المدرسة غالبًا، وليس داخل العيادة النفسية، لضمان نقل الخبرة الإيجابية إلى أرض الواقع. ويتم الانتقال بالطفل بخطوات محسوبة إلى مواقف تسبب قلقًا أكبر بشكل طفيف، مع تقديم التعزيز الإيجابي بعد كل خطوة ناجحة، وليس قبلها لتجنب تحويله إلى رشوة.

وأكد أن إجبار الطفل على الحديث أو معاقبته على صمته يؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا ويزيد من تصلب المشكلة.

وشدد على على أن التدخل المبكر هو مفتاح النجاح في علاج الصمت الاختياري، فكلما تم التعامل مع الحالة في سن أصغر، كانت النتائج أسرع وأكثر فعالية. أما التأخر في طلب المساعدة، كما في الحالات التي تصل إلى مراحل متقدمة مثل الصف الخامس الابتدائي، يجعل العلاج أكثر صعوبة وتعقيدًا.

يُذكر أن نسبة انتشار هذا الاضطراب عالميًا تتراوح بين 1% إلى 2% من الأطفال، وهو ما يستدعي وعيًا أكبر من الأهالي والمؤسسات التعليمية للتعرف على أعراضه وتقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب.

?si=XyZ3koJ_YfUeI6pw

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
عايدة
[ القطيف ]: 3 / 9 / 2025م - 11:44 ص
موضوع جدا رائع واختيار موفق… الله يعطيكم العافية … عندي سؤال للأخصائيي الكريم هل تستمر هذه الحالة إلى الكبر؟ وكيف يتغلب الفرد عليها؟؟ جوزيتم خيرا…