فاضل التركي.. عازف تحدى المستحيل لإحياء الموسيقى العربية

أكد عازف الكمان فاضل التركي أن الموسيقى تمتلك قدرة فريدة على ملامسة أعمق المشاعر الإنسانية، لدرجة أنها قد تثير دموع المستمعين، خصوصاً عند تقديم أنماط موسيقية جديدة وغير مألوفة تلامس جوانب دفينة في نفوسهم.
وبيّن أن شغفه بالموسيقى الذي نشأ في طفولته، مستلهماً من تسجيلات والده، لم يفارقه أبداً رغم خوضه تجارب فنية متنوعة.
هذا الشغف دفعه بعد تخرجه من الجامعة إلى اتخاذ قرار جريء بتعلم العزف على آلة الكمان، متحدياً المقولة الشائعة بصعوبة إتقانها في سن متقدمة، ومعتبراً هذا التحدي دافعاً له.
وبالإصرار والممارسة، ورغم ندرة المصادر التعليمية في ذلك الوقت، تمكن التركي من إتقان هذه الآلة التي وصفها بالمعقدة والحساسة، والغوص في عوالم الموسيقى الشرقية والمقامية، التي يرى أنها الأقرب لصوت الإنسان وقادرة على التعبير عن مختلف الألوان الفنية من الكلاسيكيات الأوروبية إلى الموروث الشعبي السعودي والعربي.
ولم يكتفِ بالعزف، بل أسس بودكاست ”النادي“، الذي سرعان ما أصبح منصة رائدة تستضيف أعلام الموسيقى المقامية من مختلف أنحاء العالم، حيث يناقش ويحلل أعمالهم، مقدماً مادة ثقافية غنية تتيح للهواة والمهتمين فرصة فريدة للتعمق في هذا الإرث الفني العريق.
وتجاوزت إسهامات التركي الفنية الحدود المحلية، حيث مثّل المملكة في الأيام السعودية الثقافية بباريس عام 2018، وقدم محاضرات وورش عمل متخصصة في عواصم ثقافية عربية مثل الشارقة والإسكندرية، مزج فيها بين العزف والتثقيف الفني، كما يستعرض في ورشه معزوفات نادرة يعود تاريخ بعضها إلى القرن الخامس عشر.
ويطمح التركي إلى إحياء التراث الموسيقي العربي والمقامي وتقديمه للجمهور بأسلوب عصري يلامس مشاعرهم ويوسع آفاقهم، مؤكداً أن الموسيقى الحقيقية تتجلى عندما ينجح العازف في ترجمة إحساسه إلى نغم، بدلاً من مجرد العزف على آلة.