آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 11:03 ص

أستاذ أمراض دم يصحح مفاهيم خاطئة حول التبرع بالدم

جهات الإخبارية

كشف أستاذ الطب الباطني وأمراض الدم بالمركز الوطني لأمراض الدم والأورام، الدكتور عبد الكريم المؤمن، عن حقيقة طبية قد تكون غير معروفة لدى الكثيرين، مفادها أن الشخص السليم يستطيع طبياً التبرع بالدم بعد أسبوعين فقط من تبرعه الأخير، مصححاً بذلك بعض المفاهيم الشائعة التي قد تحد من هذه المبادرة الإنسانية.

وأوضح أن المدة المعتمدة عالمياً، وهي كل 56 يوماً، وُضعت كحد آمن يضمن الحفاظ الكامل على صحة المتبرع ويتيح لجسمه تعويض كمية الدم المفقودة بسهولة.

وبيّن أنه من الناحية الطبية البحتة، فإن الأفراد الذين يتمتعون بصحة جيدة ووزن مناسب يتجاوز 50 كيلوجراماً، مع مستوى هيموغلوبين جيد، يمكنهم التبرع في أي وقت لا يؤثر على سلامتهم.

وتطرق إلى بعض الاعتقادات الخاطئة لدى العامة، وعلى رأسها القلق من اكتشاف أمراض خطيرة بعد التبرع.

وأكد أن هذا الأمر يجب النظر إليه كجانب إيجابي، حيث يُعد التبرع فرصة لإجراء فحص طبي، وفي حال اكتشاف أي مشكلة صحية كفقر الدم، يتم توجيه المتبرع فوراً لتلقي العلاج اللازم، مما يعود بالنفع على صحته على المدى الطويل.

وحول الشروط الأساسية للتبرع، أشار إلى أنها تشمل أن يتراوح عمر المتبرع بين 18 و 65 عاماً، مع إمكانية قبول من هم أكبر سناً إذا كانت حالتهم الصحية ممتازة، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون وزنه مناسباً وضغط دمه طبيعياً، وألا يكون من مستخدمي الأدوية المسيلة للدم.

وبيّن أن وحدة الدم المسحوبة تبلغ حوالي 500 ملليلتر، منها 440 ملليلتر من الدم الفعلي.

وفي سياق متصل، أشاد بالنجاح الكبير الذي تحققه الحملة الوطنية للتبرع بالدم، مشيراً إلى أن تبرع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بالدم شكّل قدوة ملهمة للشباب السعودي، وساهم في ترسيخ ثقافة العطاء والتكاتف المجتمعي. ووصف التبرع بالدم بأنه من أغلى وأثمن الهدايا التي يقدمها إنسان لآخر لإنقاذ حياته.

ولم تقتصر الفوائد على المرضى فقط، بل تمتد لتشمل المتبرع نفسه، حيث يسهم التبرع في تنشيط جهاز المناعة وتجديد خلايا الدم، مما ينعكس إيجاباً على الصحة العامة.

وأكد أن بنوك الدم رفعت جاهزيتها لتلبية الطلب المتزايد، خاصة في مواسم الحج ورمضان، من خلال زيادة ساعات العمل وتوفير حملات متنقلة قرب التجمعات السكانية لتسهيل الوصول للمتبرعين.

وأشار إلى الكفاءة العالية التي تدار بها وحدات الدم المتبرع بها، حيث يمكن لوحدة واحدة أن تسد حاجة ثلاثة مرضى مختلفين، وذلك بفضل التقنيات المتقدمة التي تسمح بفصل الدم إلى مكوناته الرئيسية من كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية والبلازما، وتوجيه كل مكون حسب حاجة المريض.