بإشادة مجتمعية وقانونية.. وحدة التبرع بالدم في ”لومي الحساوي“ تجسد روح العطاء

شهد معرض ”اللومي الحساوي 2025“ إقبالاً مجتمعياً على وحدة التبرع بالدم التي دشنها تجمع الأحساء الصحي في مركز الأحساء للمعارض.
ولاقت هذه المبادرة الإنسانية، التي تأتي ضمن فعاليات المعرض الذي تنظمه غرفة الأحساء، إشادة واسعة من المواطنين والمقيمين الذين توافدوا للمساهمة ودعم بنوك الدم.
وتأتي هذه الخطوة استجابةً للحملة الوطنية السنوية للتبرع بالدم، التي أطلقها سمو ولي العهد، حيث يسعى تجمع الأحساء الصحي من خلالها إلى تعزيز ثقافة التطوع والعطاء، ورفع مستوى الوعي بأهمية التبرع بالدم كعمل إنساني يسهم في إنقاذ الأرواح.
وحظيت المبادرة بترحيب كبير من زوار المعرض. يقول المواطن خالد الموسى، وهو معلم، إن ”وجود وحدة التبرع في قلب حدث جماهيري مثل معرض اللومي هو فكرة ذكية ومبتكرة، فهي تسهل على الجميع المشاركة في هذا العمل النبيل دون الحاجة لتخصيص وقت منفصل“.
من جهتها، عبرت الطالبة الجامعية نورة الصالح عن سعادتها قائلة: ”هذه المبادرات تلهمنا كشباب للمشاركة المجتمعية، ورؤية هذا التفاعل الكبير تجعلنا نشعر بالفخر بانتمائنا لمجتمع معطاء ومترابط“.
وقال المواطن سعد المبارك أن المبادرة ”تجسد أسمى معاني التكافل، فكل قطرة دم يتم التبرع بها قد تكون سبباً في إنقاذ حياة إنسان، وهذا ما يحثنا عليه ديننا وتقاليدنا الأصيلة“.
فيما أشارت أمينة العلي، وهي ربة منزل كانت بصحبة عائلتها، إلى أن ”مثل هذه الفعاليات تعد درساً عملياً لأبنائنا في العطاء والإيثار، فوجودهم هنا ورؤيتهم للمتبرعين يغرس فيهم حب الخير منذ الصغر“.
وقال الشاب فيصل الحمد: ”التنظيم كان ممتازاً والطاقم الطبي محترف جداً، وهذا يشجع المترددين على اتخاذ خطوة التبرع. إنها طريقة رائعة لدمج الخدمة المجتمعية بالترفيه“.
ومن منظور قانوني، أوضح المحامي والمستشار القانوني بندر العمري أن هذه الخطوة تتجاوز كونها مجرد مبادرة صحية لتصبح ممارسة مواطنة منظمة، تعكس وعياً بالحقوق والواجبات المتبادلة بين أفراد المجتمع.
وقال: ”إن الدولة لا تشجع على العطاء فحسب، بل تبني إطاراً تنظيمياً يمكّن المؤسسات والأفراد من المساهمة الفعالة في التنمية، وما حدث في المعرض هو تطبيق عملي لذلك“.
وأضاف أن ”هذه المبادرات لا تقتصر على بعدها الإنساني فحسب، بل تعزز مفهوم المسؤولية المجتمعية الذي تشجع عليه الأنظمة في المملكة، وهي تطبيق عملي لقيم التكافل التي تعد جزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطني وتدعم مستهدفات رؤية 2030 في بناء مجتمع حيوي“.
وأعتبر المبادرة نموذجاً متقدماً لتفعيل الشراكة المجتمعية وتجسيداً حقيقياً لمفهوم المسؤولية المجتمعية الذي تؤسس له أنظمة المملكة.
وأشار إلى أن التكامل الذكي بين القطاع الصحي والفعاليات المجتمعية يخلق ”أثراً مضاعفاً“ يتجاوز مجرد توفير وحدات الدم، إذ يسهم في بناء مجتمع أكثر ترابطاً ووعياً بمسؤولياته المشتركة، وهو ما يمثل ركيزة أساسية في مسيرة التطور الوطني.
وأكد تجمع الأحساء الصحي أن هذه المبادرة هي امتداد لجهوده المستمرة، حيث تواصل مراكز التبرع بالدم في منشآته الصحية استقبال المتبرعين بشكل يومي، وذلك ضمن إطار تحقيق مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي ورؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء قطاع صحي فعال ومستدام.