رحيل العم الحاج عثمان أبو الليرات «أبا علي»
برحيل العم الحاج عثمان أبو الليرات أبا علي، فإننا فقدنا ذاكرةً نابضة بالمحبة، وقلبًا جميلاً وملاذًا للود والابتسامة، لم يكن مجرد شخصية عابرة بل كان جزءًا حيًّا من هوية القطيف، بقلعتها التاريخية ونخيلها الشامخة وأسواقها التراثية وشخصياتها الأصيلة.
ومما نستذكره ولم يكن بعيدًا حضوره اللافت بين أهالي وزوّار ملتقى البراحة في العام 2020 م، والذي شهد عرضه لمجسّم قلعة القطيف الذي أعجب الجميع بابداعه وحرفيّته، وكذلك معرض الصور القديمة التي عرضها والتي لم يسبق لأغلب الحاضرين رؤيتها من قبل عن القطيف ونخلها وبحرها وسوق السكة وسوق الجبلة ومياس وغيرها من الصور التي كان ينشرها ابنه علي في وسائل التواصل الاجتماعي وتثير في نفوسنا الكثير من الشجون والفضول لمعرفة تفاصيل هذه المواقع. فلا أبالغ حين أقول إن صور العم عثمان لها تأثير خاص في القلوب وكأن كل صورة تُحدّثنا عن نفسها.
أبا علي كان دُرَّةً في مكارم الأخلاق، متوجًا بالتواضع والطيبة، علاقتي به لم تكن مجرد علاقة عادية بل كانت نسيجًا من الأبوة المليئة بالحنان والدفء، فكلما غُبت عن مناسبةٍ اعتادت عدسته أن تُوثّقَ لحظاتها، شعر بغيابي وسأل عني واطمأنّ على أحوالي وحال أسرتي التي تُحبه ويحبها واعتاد أن تناديه ”عمو عثمان“.
برحيله نودّع صفحةً مضيئة من تاريخ واحتنا الغنّاء، فقد كان عميد الصورة وراوي الحكاية، بعدسته لم يوثّق المكان فحسب بل حفظ ذاكرةً من ماضينا وعرَّفَنا به، وألهم ذاكرتنا وصاغ ملامح من حاضرنا وأرَّخها للأجيال.
رحم الله العم العزيز أبا علي برحمته الواسعة، وجعل ذكراه الطيبة وعدسته الأجمل حيّةً في الوجدان.