آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 11:59 ص

”زواج بلا روح“.. قصة زوجة شعرت أنها مجرد شريكة سكن

جهات الإخبارية

كشف المرشد الأسري بمركز البيت السعيد بصفوى الشيخ صالح آل إبراهيم عن وجه خفي للمعاناة الزوجية، لا يتمثل في الخلافات الحادة أو المشاكل المادية، بل في ”الفراغ العاطفي“ الذي يحول البيوت المستقرة ظاهريًا إلى مساحات صامتة بلا روح.

جاء ذلك خلال محاضرة نقل فيها قصة مؤثرة لزوجة لجأت لمركز ”البيت السعيد“ للإرشاد الأسري، وهي في حالة من الإنهاك النفسي، لتصف زواجها بأنه أشبه بعلاقة ”شركاء سكن“.

وأوضح الشيخ آل إبراهيم أن الزوجة لم تكن تشكو من عنف أو خيانة، بل من فراغ أعمق أفقدها الشعور بقيمة حياتها الزوجية.

ونقل عنها أنها كانت تعيش في حالة من التبلد العاطفي، حيث تُؤدى الواجبات اليومية بلا شغف أو تفاعل، في علاقة باردة خالية من الحوار والاهتمام المتبادل، مما أوصلها إلى مرحلة فقدان الأمل بالكامل.

وبيّن أن فريق الإرشاد في المركز بدأ معها رحلة ”تفكيك الصمت“، حيث لم يكن زوجها شخصاً سيئاً، بل كان غافلاً عن احتياجاتها ومنغمساً في روتين يومي يظن أنه كافٍ لتحقيق الاستقرار.

وخلال الجلسات، تعلمت الزوجة تدريجياً أدوات التواصل العاطفي الفعّال، وكيفية التعبير عن احتياجاتها بطريقة صحية، لتعيد تعريف دورها كشريكة لا مجرد ”موظفة“ في مؤسسة الأسرة.

وكانت نقطة التحول المفاجئة، بحسب الشيخ آل إبراهيم، هي استجابة الزوج الإيجابية بعد أن غيرت الزوجة من طريقة تعاملها وأسلوب حوارها. فمبادراتها البسيطة نجحت في إعادة النبض للعلاقة الراكدة.

وعندما انضم الزوج لاحقاً إلى جلسات الإرشاد، صُدم من مدى غربته عن مشاعر زوجته، وكيف أن سنوات العشرة الطويلة لم تكن كافية ليفهم ما تحتاجه حقاً على المستوى الإنساني.

ومع مرور الوقت، وبجهد مشترك وصادق، بدأت العلاقة تستعيد دفئها، وتحول الصمت القاتل إلى مساحة آمنة للحوار والبوح.

وأكد الشيخ آل إبراهيم على أن الكثير من حالات الفتور والطلاق الصامت لا تحتاج إلى حلول معقدة، بل إلى وعي متبادل وسعي مشترك من كلا الطرفين لإعادة إحياء الدفء وإذابة جليد الروتين الذي يهدد استقرار أعمق العلاقات.