آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 11:59 ص

خبير أسري: الزواج الناجح يتجاوز الحقوق والواجبات لعقلية الفضل

المختص النفسي ناصر الراشد
المختص النفسي ناصر الراشد
جهات الإخبارية

أكد المرشد الأسري والنفسي، ناصر الراشد، أن أساس الزواج السعيد لا يكمن في الالتزام الصارم بالحقوق والواجبات، بل في تبني عقلية ”الفضل والإحسان“ التي تحول العلاقة من مؤسسة جامدة إلى شراكة حية ومزدهرة.

وفي حواره ضمن بودكاست ”الأصدقاء“، أوضح أن الرحمة تعد المكون الأهم وصمام الأمان الذي يضمن استقرار الحياة الزوجية حتى في غياب العاطفة الجياشة.

وأشار الراشد إلى أن الرحمة هي الكيمياء التي تولّد ما أسماه ”أخلاق الحب“، مثل الصبر والرفق واللين، وتخلق بيئة زوجية منخفضة المخاطر.

وأوضح أن وجود الرحمة يمنع أي طرف من إيذاء الآخر بشكل متعمد، مما يعزز الشعور بالأمان، وهو أحد أهم الاحتياجات الأساسية في الزواج. فعندما يشعر الزوجان بالأمان، يصبحان أكثر انفتاحًا وقدرة على النمو الشخصي والمشترك.

وانتقد المرشد الأسري تحويل الزواج إلى ما يشبه المشروع التجاري القائم على حسابات ”ماذا قدمت وماذا سأحصل عليه“، موضحًا أن هذه النظرة تفرغ العلاقة من روحها.

ودعا إلى الانتقال من عقلية الواجب إلى عقلية المعاشرة بالمعروف القائمة على الفضل، حيث يبادر كل طرف بتقديم الأفضل للآخر عن طيب خاطر ورضا، لا كواجب مفروض.

وشدد على ضرورة اتساق شخصية الفرد بين العلن والخاص، مؤكدًا أن الأولوية في إظهار الطباع النبيلة يجب أن تكون داخل الأسرة.

وفيما يتعلق بـ الأدوار الزوجية، بيّن الراشد أنها ليست مجرد مهام، بل هي ”أدوار تعبيرية“ يعبر من خلالها كل طرف عن مكانة شريكه وقيمته لديه.

وأكد على أهمية المرونة في هذه الأدوار، حيث إن مساندة الشريك في أوقات الأزمات، كمرضه أو تعرضه لظرف طارئ، تعد ”فرصة عاطفية“ لتعميق الروابط.

واستشهد بدراسات تظهر أن الأطفال الذين يتربون في أسر يتشارك فيها الأبوان الأدوار بنسبة متساوية، يكونون أكثر ذكاءً لاكتسابهم خبرات متنوعة من كلا الوالدين.

وحدد الراشد أربعة عناصر أساسية للحب الناضج، وهي: الاحترام المتبادل، خاصة أمام الآخرين، والاهتمام الذي يشمل العناية بالنفس لتقديم أفضل صورة للشريك، والتفاهم القائم على إدراك احتياجات الطرف الآخر الكامنة وراء كلماته، ثم التنازلات المتكافئة، التي وصفها بالقانون الذهبي للعلاقات، حيث يؤجل أحد الطرفين رغباته لتلبية احتياج شريكه.

ودعا إلى تبني ”عقلية النمو“ في الزواج، والتي ترى أن كل سلوك إيجابي هو استثمار في نمو العلاقة ذاتها، وليس مجرد تلبية لواجب.

وأكد أن الانتقال من عقلية ”هذا دورك“ إلى عقلية ”شكرًا وتقديرًا لجهدك“ هو ما يصنع الفارق بين الزواج المرهق والزواج السعيد والمُرضي لكلا الطرفين.

?si=RVekFtu2LedwLXJp