آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:48 م

خبير اجتماعي: العلاقات البشرية محكومة بمعادلة عقلانية للمكاسب والتكاليف

جهات الإخبارية

أوضح الدكتور عبد الله آل ربح، أستاذ علم الاجتماع الديني، أن جميع العلاقات الاجتماعية، بما في ذلك الزواج، تخضع بشكل أساسي لموازين عقلانية تحسب المكاسب والتكاليف.

وأكد أن فهم هذه الديناميكية هو مفتاح بناء علاقات متوازنة ومستقرة.

جاء ذلك خلال حلقة نقاشية في بودكاست ”أصدقاء تعزيز الصحة النفسية“، حيث قدم رؤية علمية لكيفية تشكل القوة والتوازن في الروابط الإنسانية.

وأشار آل ربح إلى أن قوة أي طرف في العلاقة لا تنبع من ذاته، بل تتحدد بمقدار حاجة الطرف الآخر إليه واعتماده عليه.

وفسّر هذا المفهوم من خلال نظرية التبادل الاجتماعي التي تنظر إلى التفاعلات البشرية كعملية تبادل لا تقتصر على الماديات، بل تشمل الوقت والجهد والعواطف، حيث يسعى كل فرد لتحقيق أقصى قدر من ”المكاسب“ بأقل ”التكاليف“ الممكنة.

واستند في تحليله على خمسة افتراضات رئيسية، أولها أن الإنسان كائن عقلاني بطبعه، يميل إلى قياس الأمور قبل اتخاذ قراراته. وثانيها، ضرورة بذل تكاليف معينة للحصول على مكاسب مرجوة.

وأكد على أن معايير تقييم هذه المكاسب والتكاليف تختلف جذريًا من شخص لآخر، فما يعتبره أحدهم مكسبًا ثمينًا قد لا يساوي شيئًا للآخر.

وأضاف أن الطبيعة البشرية تتوقع المعاملة بالمثل، ليس بالضرورة بشكل متطابق، بل من خلال تبادل ما يحتاجه كل طرف من الآخر.

وأوضح أن ”المصلحة الذاتية“ هي المحرك الأساسي للسلوك، معرفًا إياها بأنها ليست الأنانية، بل هي تحقيق الرضا النفسي الداخلي، وهو ما يعتبر المكسب الأسمى في أي علاقة.

وفي سياق متصل، علّق الدكتور آل ربح على نتائج استطلاعات رأي تشير إلى تفضيل بعض الفتيات للثراء المادي عند اختيار شريك الحياة، معتبرًا أن هذا الاختيار يمثل تطبيقًا واضحًا لنظرية التبادل.

وقال الفتاة في هذه الحالة تقدم ما تملكه من صفات كجمالها أو مكانتها الاجتماعية كثمن، مقابل الحصول على مكسب تعتبره أولوية وهو الأمان المادي.

وأكد أن الطرف الآخر في العلاقة يدرك غالبًا مصادر قوته ويدخل العلاقة على هذا الأساس، مما يجعلها صفقة تبادلية واضحة للطرفين.

وشدد آل ربح على أن العقلانية تسيطر حتى على العواطف، فالإنسان قادر على التحكم في انفعالاته كالغضب للحفاظ على علاقة يراها ثمينة، وهذا التحكم بحد ذاته هو ”تكلفة“ يدفعها طوعًا.

وبيّن أن العلاقات غير المتوازنة تستمر فقط عندما يخفض أحد الأطراف سقف توقعاته ومعاييره، حيث يصبح مجرد بقاء الطرف الآخر في حياته ”مكسبًا“ كافيًا، مقارنة بالبديل وهو خسارة العلاقة بالكامل.

ودعا كل طرف إلى السعي لفهم ما يُرضي الطرف الآخر ويُشعره بالقيمة، وتقديمه له.

وأوضح أن أجمل العلاقات هي تلك التي يقدم فيها كل شخص أشياء يعتبرها بسيطة وتلقائية، بينما يراها شريكه قمة السعادة والتقدير، مما يخلق تبادلًا مستمرًا للرضا بأقل تكلفة عاطفية وجهد ممكن.

?si=HBca8oyc_yTbiAT7