كيف تساهم ”السوشيال ميديا“ في تفكك الأسر وارتفاع الطلاق

حذر الاختصاصي الاجتماعي، جعفر العيد، من أن الأرقام المتصاعدة لحالات الطلاق في المملكة تتجاوز كونها أزمات أسرية فردية، لتشكل مؤشراً خطيراً على تآكل الروابط وتصدع النسيج الاجتماعي، الأمر الذي يستدعي تحركاً مجتمعياً شاملاً لاحتواء آثاره المدمرة.
ويرى العيد أن أحد أبرز المسببات يكمن في الفجوة المتسعة بين الواقع والتوقعات التي ترسمها وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن هذه المنصات تروج لنمط حياة استهلاكي وغير واقعي، وتخلق صورة وهمية للزواج المثالي الخالي من المسؤوليات، وعندما يصطدم الشباب بالواقع العملي للحياة المشتركة، يحدث الصدام الذي يقود إلى الانهيار السريع.
وشدد العيد على أن الآثار لا تقتصر على الزوجين، بل تمتد لتضرب أساس المجتمع عبر التأثير السلبي على تنشئة الأطفال.
وأشار إلى أن الأطفال الذين ينشأون في بيئة أسرية مفككة قد يواجهون صعوبات في تكوين فهم سليم ومستقر لمفهوم الأسرة، مما قد يؤثر على علاقاتهم المستقبلية ويساهم في استمرار دائرة عدم الاستقرار الأسري لأجيال قادمة.
ودعا الاختصاصي الاجتماعي إلى تفعيل دور المسؤولية الجماعية، مؤكداً أن حماية الأسرة ليست مهمة الزوجين وحدهما، بل هي مسؤولية تمتد لتشمل الأسرة الممتدة، والمؤسسات المجتمعية، والمراكز الإرشادية.
وطالب بضرورة إحياء دور كبار العائلة والعقلاء في المجتمع ليكونوا صمام أمان ومرجعية حكيمة للزيجات الشابة قبل تفاقم الخلافات.
وأكد على أن الحل يكمن في التحول من التعامل مع الطلاق كفعل شخصي إلى اعتباره قضية مجتمعية، تستلزم تكثيف برامج التوعية التي تعزز مفهوم الزواج كميثاق قائم على المودة والمشاركة، وليس مجرد علاقة عابرة، وذلك لضمان الحفاظ على تماسك المجتمع واستقراره.