المعدة بيت الداء
مع التطورات على الساحة الدولية في القرن الحادي والعشرين في جميع المجالات الحياتية من تقدم وازدهار علمي وتكنولوجيا وطبي وغيرها من العلوم التي تخدم البشرية، يواكب ذلك تطور شامل ومبشر بالخير في الجانب الأخلاقي وأبعاده الاجتماعية على الواقع، مما يثلج الصدر ويدخل على القلب السرور لتكامل المسيرة المظفرة للإنسانية ويزدهر السلام ويعم الأمن والأمان.
اليوم يتسابق الجميع، كلٌ حسب تخصصه وعلمه وثقافته، في إرساء قواعد الحياة الكريمة وتقديم الخير بدون مقابل، ليحظى الجميع من طفل وشيخ وامرأة بما يليق بهم من رعاية سواء صحية أو تعليمية أو أمن غذائي.
ليصبح العالم بلا ضجيج السلاح ولا أنين الثكلى، ولا طوابير الجوعى، ولا حروب مفتعلة تهدم البنى التحتية، ولا تهجير قسري، ولا إبادة جماعية، ولا جرائم حرب؛ بل مؤسسات خيرية ومعاهد إنسانية وتجمعات أخوية تعمل ليل نهار لجعل العالم قرية يعمها السلام وتوحدها المبادئ الإنسانية والأعراف الدولية تحت مظلة الديانات السماوية التي تدعو للمحبة في العالم بشكل عام، وفي العالم الثالث بشكل خاص.
فما يشهده العالم الثالث من حياة يعتبر مفخرة من مفاخر الدهر، حيث تحظى مثلًا أفريقيا بأعلى مستويات الحياة الكريمة، تستغل خيراتها والتي تكفي لإطعام العالم خير استغلال بحيث لا تجد جائعًا في هذه القارة. فالهيئات الدولية المختصة بالشؤون الإنسانية سوف تغلق أبوابها لعدم الحاجة لوجودها، فقد أثمرت جهودها بإرساء العدالة وتكريس حقوق الإنسان لتضمن للإنسانية الرفاه والسعادة من المهد حتى اللحد، فالصحة في تمامها، والأمن الغذائي مستتب، والبنى التحتية على ما يرام، والتعليم في أفضل حالاته، والسكن المريح للجميع.
ويُرمى فائض القمح في المحيطات لعدم حاجة الإنسانية له، ويتغير مسمى يوم المجاعة العالمي ليوم محاربة السمنة، وتشتغل الهيئات الدولية من أجل حياة صحية بدون تخمة، وفتح أبواب المصحات الصحية والمراكز الرياضية لعلاج المستجدات، يصل الحال إلى تقنين الغذاء خاصة في أفريقيا أو من ابتُلِيَت بحروب التخمة والتسمين، وليكن الشعار الحكمة المشهورة: «المعدة بيتُ الداء»، بدلًا من طوابير الجوعى طوابير الأجساد الثقيلة.