آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 1:17 ص

الحالة النفسية وأثرها في حياتنا.. ودور السفر في تحسينها

حسين الدخيل *

الحالة النفسية هي الأساس الذي يُبنى عليه استقرار الإنسان وجودة حياته. عندما تكون النفس مرتاحة، تنعكس على الصحة الجسدية، والعلاقات الاجتماعية، والإنتاجية في العمل. أما إذا اضطربت، فإن حتى أبسط المهام تصبح عبئًا.

آثار تدهور الحالة النفسية:

• قلق وتوتر مستمر.

• انعدام الدافع والطاقة.

• تراجع في التركيز.

• ضعف العلاقات مع الآخرين.

• آلام جسدية بدون سبب عضوي واضح.

وفي عالم اليوم السريع والمتطلّب، أصبح الكثير يعاني من ضغوط نفسية دون أن يلتفت لأثرها أو يسعى لتحسينها.

فوائد السفر على النفسية:

السفر ليس مجرد تغيير مكان، بل هو تجديد للنفس وتطهير للروح. ومن فوائده النفسية:

1. كسر الروتين: الخروج من البيئة المعتادة يُخفف التوتر والملل.

2. الابتعاد عن الضغوط: مؤقتًا يبتعد الإنسان عن مصادر القلق، ما يسمح له بإعادة التوازن.

3. التجديد الذهني: السفر يُنعش الفكر ويحفّز الإبداع.

4. التعرّف على ثقافات جديدة: هذا يوسع الأفق ويُكسب المرء مرونة وتقبّلًا للآخر.

5. تقوية الروابط الاجتماعية: خصوصًا عند السفر مع العائلة أو الأصدقاء.

6. تعزيز الإيجابية: المناظر الطبيعية والهدوء تترك أثرًا مهدئًا في النفس.

وبالنسبة لي، أنا مريض سكر منذ أكثر من 16 سنة، وأستخدم علاج السكر الحبوب والأنسولين، وتصل نسبة التراكمي عندي 9 وأكثر، ولكن عندما أسافر يصبح الشيء مختلفًا تمامًا. ينزل مستوى التراكمي والسكر عندي إلى 7 وأقل وبدون استخدام إبرة الإنسولين، والاعتماد على الحبوب فقط. دائمًا هذه النتيجة في السفر وتغيير النفسية والابتعاد عن الضغوطات وكسر الروتين اليومي وتغيير الجو والمشي بشكل يومي أكثر من ساعة. عرفت أن أكثر الأمراض علاجها السفر وتغيير النفسية ورياضة المشي.

وهناك قصة سمعتها من أحد الأصدقاء يروي عن والده. يقول: والدي تقاعد من شركة أرامكو السعودية، وعمره فوق الستين عامًا، بعد التقاعد بسنوات قليلة وجلسة البيت الطويلة المملة، انتقلت له بعض الأمراض مثل السكر والضغط والكولسترول والقولون، ودائمًا متعصب ومتغير المزاج وكأن الموت قرب منه؛ من العمل الشاق إلى الخمول وجلسة البيت الطويلة.

فتدهورت حالته بسبب كثرة الأمراض والأدوية وكثرة مراجعة المستشفيات، فاقترح عليه أحد الأطباء أن يسافر ويغير جوًا، ويبعد عن المنزل ويكسر الروتين اليومي. فسافر لبعض البلدان ثلاثة شهور، وذهبت عنه جميع الأمراض التي كان يعاني منها. يقول: فأصبح الوالد كثير السفر، خصوصًا أنه كان في أيام الصيف يتعب جدًا بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة، أما الآن فقد رجع شابًا وبصحة ممتازة بسبب كثرة سفراته وتغيير نفسيته في السفر للأفضل.

وهناك الكثير من القصص عن فوائد السفر في تحسين النفسية.

وإذا عزمت على السفر فلا بد لك أن تختار بعناية من تسافر معه.

السفر يُظهر معادن الناس، وكثير من العلاقات تتغير بعد أول رحلة مشتركة. لذلك من المهم اختيار رفيق السفر بعناية. ومن أهم الصفات والشروط في من يصحبك:

1. حُسن الخُلق: صاحب الخلق الطيب يُهوِّن عليك تعب الطريق، ويتعامل بلطف وهدوء حتى في المواقف الصعبة، وصاحب خلق وأخلاق مع الجميع.

2. التحمّل والصبر: السفر لا يخلو من المفاجآت أو التعب، فرفيقك يجب أن يكون صبورًا ومتفهّمًا.

3. المرونة وعدم التسلط: الشخص الذي يفرض رأيه دائمًا يُفسد متعة الرحلة. الأفضل أن يكون مرنًا ومتعاونًا.

4. الكرم المعقول: لا يُشترط الغِنى، لكن أن لا يكون بخيلًا في المشاركة أو يتجنب التكاليف المشتركة.

5. احترام الوقت والخصوصية: المنضبط بوقته يُريحك، والذي يحترم مساحتك الخاصة يجعلك أكثر راحة.

6. المرح وروح الدعابة: رفيقٌ خفيفُ الظل يجعل الرحلة أجمل، ويحوّل المواقف الصعبة إلى لحظات مضحكة.

7. الاعتماد على النفس: لا يكون اتكاليًا في كل شيء، بل يبادر ويشارك في تنظيم الرحلة.

عندما تقرر السفر فاختر رفيق السفر الجيد، فهو يُعد نصف متعة الرحلة. فاختره كما تختار الطريق، لأن الشخص الخطأ قد يجعل أجمل الأماكن تجربة مرهقة، ويقلب رحلتك إلى هم وغم ونكد وضيقة خلق، وزيادة الأمراض عليكَ.

فأحسن اختيار رفيق سفرك قبل سفرك.