آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 2:39 م

خلال أقل من ساعة.. كيف تحولت القسوة إلى مودة بين زوجين؟

جهات الإخبارية

نجحت جلسة إرشاد أسري واحدة، عقدها الشيخ صالح آل إبراهيم، في إنقاذ زواج كان على شفا الانهيار، حيث تمكنت من تحويل مسار العلاقة بشكل جذري من الجفاء والقسوة إلى التفاهم والمودة.

وكانت العلاقة قد وصلت إلى مرحلة حرجة، عبرت فيها الزوجة عن شعورها بالمعاناة من قسوة زوجها العاطفية، وعدم إحساسها بأنها تمثل أولوية في حياته.

وأوضحت أن افتقاره للمرونة ورفضه تقديم أي تنازلات، حتى في ظل تدهور علاقتهما، دفعها إلى التفكير جديًا في الانفصال، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء ما وصفته بالظلم الذي يقع عليها جراء عناده المستمر.

إلا أن التحول الملحوظ حدث مباشرة بعد جلسة الإرشاد المشتركة، حيث أكدت الزوجة أنها لمست تغيراً فوريًا وإيجابيًا في سلوك زوجها.

وأبدت ارتياحًا كبيرًا لتجاوبه مع التوجيهات التي قدمها الشيخ آل إبراهيم، مشيرة إلى أن قلبه قد لان بعد أن كان مثقلاً تجاهها، وهو ما أعاد الطمأنينة إلى نفسها وأحيا الأمل في استمرار حياتهما معًا.

وكان المرشد الأسري الشيخ صالح آل إبراهيم ركز خلال الجلسة على عدة محاور أساسية، كان لها أثر مباشر في تغيير قناعات الزوج.

ومن أبرز هذه النقاط توضيح المكانة العظيمة للزوجة في الإسلام، والتأكيد على أنها قد تكون في بعض الأحيان أولى بالرعاية والاهتمام من الأهل.

وشجع الزوجين على تخصيص وقت خاص بهما لممارسة هوايات مشتركة، بعيدًا عن الالتزامات العائلية الروتينية، مقترحًا أن لا تكون زيارة الأهل في يوم الجمعة التزامًا قهريًا، لإتاحة مساحة أكبر من الحرية والمرونة للزوجين.

كما كان للتوجيهات المتعلقة بضرورة مداراة المرأة ومعاشرتها بالمعروف أثر عميق، حيث تعلم الزوجان أن الحياة الزوجية السعيدة تقوم على المودة والتفاهم والتنازل المتبادل.

وأشادت الزوجة بالأسلوب الراقي الذي اعتمده الشيخ في إدارة الحوار، مؤكدة أنه لم يقتصر على تقديم النصائح، بل علّمهما آليات فعالة للتواصل والتفاهم والاحترام المتبادل، مما يضمن استدامة العلاقة الصحية على المدى الطويل.

من جانبه، أكد الشيخ آل إبراهيم أن الاستشارات الزوجية تمثل وسيلة فعالة لحل الخلافات وتحويل الأزمات الأسرية إلى فرص للتقارب والتفاهم، مشيرًا إلى أن التجارب الميدانية تثبت أن كثيرًا من العلاقات التي كانت مهددة بالانفصال استعادت استقرارها بعد جلسات الإرشاد.

وأوضح أن جوهر الاستشارة يقوم على ترسيخ قيم المودة والاحتواء المتبادل، وتبصير الطرفين بأهمية التنازل المشترك في سبيل استمرار الحياة الزوجية بعيدًا عن القسوة أو العناد.

وبيّن أن العديد من الأزواج يدخلون الجلسات وهم محمّلون بمشاعر سلبية، لكنهم يخرجون بروح أكثر انفتاحًا وقدرة على استيعاب الشريك.

وأشار آل إبراهيم إلى أن مثل هذه القصص تعكس أثر الاستشارات الأسرية في إعادة بناء جسور الثقة بين الزوجين، مشددًا على أن الحلول العملية والنصائح الموجهة تساعد الأزواج على تطوير أساليب التفاهم والتعامل بروح من الحب والرحمة.

ولفت إلى أن نجاح الجلسات لا يتوقف عند معالجة الخلافات القائمة، بل يمتد إلى إكساب الزوجين أدوات للتواصل الصحي مستقبلاً، بما يضمن استقرار الأسرة وحماية الأبناء من تبعات النزاعات.

وأكد أن مئات الأسر استفادت خلال الفترة الماضية من خدمات الإرشاد الأسري بالمركز، حيث أظهرت المتابعات أن غالبية الأزواج الذين خضعوا لجلسات التوجيه لاحظوا تحسنًا ملموسًا في علاقتهم، سواء على مستوى خفض حدة الخلافات أو تعزيز مشاعر الود والاحتواء.