”وقاء“: ذباب الفاكهة يهدد المحاصيل الزراعية في المملكة
دقّ المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها ”وقاء“، ناقوس الخطر بشأن آفة ذباب الفاكهة، مؤكداً أنها تشكل تهديداً كبيراً للمحاصيل الزراعية في مختلف مناطق المملكة.
وشدد المركز على أن هذه الحشرة تُعد من أخطر الآفات التي تستهدف ثمار الفاكهة والخضروات، داعياً إلى ضرورة التدخل المبكر والمراقبة المستمرة للحفاظ على الثروة النباتية وتحقيق استدامتها.
وأوضح المركز أن انتشار الآفة اتسع ليشمل كافة المناطق، مهاجماً مجموعة واسعة من الأصناف الزراعية.
وأشار إلى أن علامات الإصابة تبدأ بظهور ثقوب دقيقة على الثمار تنتج عن عملية وضع البيض، تتطور لاحقاً إلى هالات داكنة اللون حول مكان الوخز.
وتتسبب هذه الإصابة في تليّن الثمرة وتخمّرها من الداخل، مما يؤدي في النهاية إلى تعفنها وتساقطها قبل اكتمال نضجها، وهو ما يكبّد المزارعين خسائر اقتصادية فادحة.
وعزا ”وقاء“ أسباب الانتشار السريع للآفة إلى قدرة الحشرات البالغة على الطيران لمسافات طويلة، بالإضافة إلى توفر بيئات نباتية متنوعة ومتعاقبة تسمح لها بالتكاثر.
ولفت إلى أن حركة التبادل التجاري للفواكه بين الدول والمناطق تلعب دوراً محورياً في نقل العدوى، فضلاً عن دور محطات التعبئة والتغليف والأسواق التي قد تتداول ثماراً مصابة دون علم، وكذلك التخلص غير الآمن من الفواكه المتعفنة الذي يسهم في تفاقم المشكلة.
ولمواجهة هذا التحدي، دعا المركز المزارعين إلى تبني حزمة من الإجراءات الوقائية والمكافحة المتكاملة.
وأكد على أهمية الفحص الدوري للبساتين لمراقبة أي علامات مبكرة للإصابة، وتقليب التربة حول الأشجار بعد نهاية الموسم للقضاء على الأطوار الكامنة للحشرة.
وأوصى باستخدام الري الغزير بعد الحصاد كوسيلة فعالة لقتل اليرقات والعذارى الموجودة تحت سطح التربة.
وشدد ”وقاء“ على ضرورة جمع الثمار المصابة والمتساقطة والتخلص منها بطرق سليمة وآمنة لمنع اكتمال دورة حياة الآفة.
وأوصى باستخدام المصائد الفرمونية كوسيلة للرصد المبكر قبل مرحلة تلون الثمار، وتطبيق تقنيات الصيد الجماعي باستخدام مصائد الطعوم في المناطق الأكثر عرضة لدخول الحشرة.
وأكد المركز أن التزام المزارعين بهذه التوصيات يعد خط الدفاع الأول لتقليل الخسائر وتعزيز استدامة الإنتاج الزراعي في المملكة.
