آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 3:42 م

نجم ”سهيل“ يبشر السعوديين بقرب انتهاء الصيف واعتدال الأجواء

جهات الإخبارية

 يترقب المهتمون بالطقس والفلك في المملكة والمنطقة العربية ظهور نجم ”سهيل“ في 24 أغسطس الجاري، الذي يعد علامة فارقة في التقويم الشعبي لانقضاء فصل الصيف الطويل وبداية التحول التدريجي نحو اعتدال الأجواء.

وأوضح أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، الدكتور عبدالله المسند، أن طلوع ”سهيل“ ارتبط تاريخيًا لدى العرب بظواهر مناخية وفلكية واجتماعية متعددة، جعلت منه مؤشرًا أساسيًا في تنظيم حياتهم اليومية. 

وأشار إلى أن ظهور النجم في هذا التوقيت يُبشّر بانكسار شدة الحر، ويمهد الطريق أمام موسم الأمطار المنتظر ”الوسم“ الذي يبدأ عادة في منتصف شهر أكتوبر المقبل.

وأضاف المسند أن العرب اعتبروا طلوع ”سهيل“ نهاية فعلية لموسم الصيف الذي كان يبدأ لديهم بطلوع نجم الثريا في السابع من يونيو، كما يتزامن ظهوره مع بداية فصل الخريف من الناحية الفلكية في 23 سبتمبر. 

وأكد أن الأجواء تبدأ رحلة الاعتدال تدريجيًا خلال موسم ”سهيل“، خصوصًا بعد انقضاء فترة نجمه الثاني المعروف ب ”الجبهة“، حيث تبدأ السحب بالعودة وتزداد فرص التقلبات المطرية نتيجة توغل الرطوبة في طبقات الجو العليا بعد غيابها الطويل.

ولم يقتصر تأثير ”سهيل“ على الجانب المناخي فقط، بل امتد ليشكل جزءًا من الدورة الزراعية والاقتصادية قديمًا وحديثًا. 

وبيّن المسند أن ظهوره يتزامن مع اكتمال نضج محصول التمور وتوافره بكثرة في الأسواق، وهو ما جسدته المقولة العربية الشهيرة ”إذا طلع سهيل تلمس التمر بالليل“، في إشارة إلى إمكانية الحصول عليه بسهولة حتى في الظلام لكثرته.

وأشار إلى أن ”سهيل“، ذلك النجم اللامع في الجزء الجنوبي من القبة السماوية، كان له دور حيوي كدليل للمسافرين والرحالة في الصحراء، حتى أطلق عليه العرب لقب ”البشير اليماني“ لظهوره من جهة اليمن. 

وبلغ من أهميته أنهم جعلوا من طلوعه بداية لتقويمهم السنوي الخاص، الذي عُرف ب ”السنة السهيلية“، الممتدة على مدار 365 يومًا، مما يعكس الأثر العميق لهذا الجرم السماوي في ثقافة وتراث المنطقة.