آخر تحديث: 21 / 9 / 2025م - 3:42 م

خبير نفسي: ضغوط العمل وغياب التقدير يقودان للاحتراق الوظيفي

جهات الإخبارية

حذّر المختص النفسي والاستشاري الأسري، محمد سليس، من أن ضغوط العمل المفرطة والشعور بغياب التقدير يمثلان عاملين رئيسيين يقودان الموظفين نحو حالة من الاستنزاف النفسي والجسدي المعروفة بـ ”الاحتراق الوظيفي“.

وشدد على أن تجاهل هذه الظاهرة يهدد الصحة النفسية للموظف ويقوّض إنتاجيته بشكل مباشر.

جاء ذلك خلال ورشة عمل متخصصة نظمها مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف صباح يوم الاثنين، تحت عنوان ”الاحتراق الوظيفي“، في خطوة هادفة لتعزيز بيئة عمل صحية وداعمة.

واستهدفت الورشة 27 من منسوبي ومنسوبات فروع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على مستوى المنطقة الشرقية.

وخلال اللقاء، قدم سليس عرضًا شاملًا حول المفهوم، موضحًا تطوره التاريخي وتزايد انتشاره في مختلف القطاعات المهنية الحديثة.

وأشار إلى أن غياب التوازن الصحي بين متطلبات الحياة المهنية والخاصة، بالإضافة إلى التأثير المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي، قد أسهما في زيادة حدة الإجهاد المهني وتفاقم المشكلة لدى الكثيرين.

وتناول الخبير النفسي بالتفصيل الآثار السلبية التي يعاني منها الشخص المحترق وظيفيًا، والتي تتجاوز مجرد الشعور بالتعب، لتشمل أعراضًا جسدية مرهقة كالإرهاق المستمر واضطرابات النوم، إلى جانب تبعات نفسية خطيرة مثل القلق المزمن، وضعف حاد في التركيز، وفقدان الشغف تجاه العمل، الأمر الذي ينعكس سلبًا على أدائه وعلاقاته الاجتماعية.

وفي سياق تقديم الحلول، استعرض سليس مجموعة من الاستراتيجيات العملية للوقاية والعلاج، مؤكدًا على أهمية الإدارة الفعّالة للوقت، وضرورة تخصيص أوقات لأنشطة الاسترخاء والترفيه، وعدم التردد في طلب الدعم النفسي المتخصص عند الشعور بالحاجة.

ودعا المؤسسات إلى لعب دور محوري في تهيئة بيئة عمل إيجابية تشجع على الإبداع وتقدر جهود الموظفين وتدعم توازنهم النفسي.

وشهدت الورشة تفاعلًا ملحوظًا من الحضور، الذين أثروا النقاش بأسئلتهم ومداخلاتهم، مؤكدين على الأهمية الكبيرة لمثل هذه المبادرات النوعية في بناء بيئة عمل أكثر صحة وإيجابية، وقادرة على مواجهة التحديات النفسية المعاصرة.