مرض شيكونغونيا.. هل يشكل تهديداً جديداً للصحة العالمية؟

حذرت منظمات الصحة العالمية مؤخراً من احتمال تفشي مرض ”شيكونغونيا“ في عدة دول، مع تنامي المخاوف من تحوله إلى أزمة وبائية عالمية في حال عدم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
يأتي هذا التحذير وسط تنبيه إلى ضرورة توخي الحذر، خاصة في المناطق التي تشهد نشاطاً متزايداً لبعوضة تنقل المرض.
في هذا الإطار، أوضح الدكتور عمار الخميسي، الباحث في مجال الأوبئة والأمراض، أن مرض شيكونغونيا ليس جديداً، إذ يعرف منذ سنوات طويلة، ولا يمثل خطورة مشابهة للأمراض التنفسية مثل ”كوفيد -19“ أو الإنفلونزا، نظراً لأنه لا ينتقل بين الأشخاص مباشرة، بل ينتقل عبر لدغات البعوض المصاب.
وبيّن الخميسي أن أعراض المرض تظهر عادة خلال فترة تتراوح بين يومين إلى سبعة أيام بعد الإصابة، وتتمثل في آلام حادة بالمفاصل والعضلات، إلى جانب الغثيان واحتقان العين، مع ظهور طفح جلدي في بعض الحالات.
وأكد أن معظم المرضى يستجيبون للعلاج بأدوية بسيطة، بينما قد يحتاج البعض الذين تستمر لديهم الأعراض لفترة طويلة إلى أدوية خاصة لعلاج التهاب المفاصل.
وشدد الباحث على أهمية مراجعة المستشفيات في حال استمرار الأعراض لأكثر من أسبوع، خصوصاً لدى المسافرين إلى المناطق الموبوءة في الأمريكيتين وأفريقيا وآسيا.
ونوه إلى أن المرض نادراً ما يؤدي إلى الوفاة، لكنه يشكل خطراً أكبر على كبار السن، ومرضى السكري وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى النساء الحوامل.
وأشار الخميسي إلى وجود لقاح ضد المرض في بعض الدول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكنه ليس متوفراً على نطاق واسع عالمياً، مما يحتم الاعتماد على الإجراءات الوقائية التي تتضمن بشكل رئيسي تجنب لدغات البعوض للحد من انتشار العدوى.
يأتي تحذير منظمة الصحة العالمية في سياق مواجهة تحديات الأمراض المنقولة بواسطة الحشرات، مؤكدةً أن اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة، إلى جانب رفع مستوى الوعي، يمثلان حجر الزاوية في الحد من تفشي شيكونغونيا وتحجيم مخاطره المحتملة على الصحة العامة.