خبير نفسي يحذر: بيئة المنزل هي من تصنع ثقة طفلك أو تدمرها

دعا الدكتور أسامة الجامع، المتخصص في علم نفس الأسرة والزواج، الأهالي إلى إعادة تقييم البيئة المنزلية التي يوفرونها لأبنائهم.
وأكد أن لها دوراً محورياً في تشكيل مستوى تقدير الذات لدى الطفل، والذي ينعكس بشكل مباشر على سلوكه وشخصيته في مرحلة الطفولة المبكرة، وتحديداً في الفئة العمرية الحاسمة الممتدة بين أربع وسبع سنوات.
وأوضح الجامع، مستنداً في تحليله إلى نتائج بحث علمي سابق ”Haltiwanger, 1989“، أن الأطفال الذين ينشؤون في بيئة داعمة ويتمتعون بتقدير ذاتٍ عالٍ تظهر عليهم سمات إيجابية واضحة. ف
وقال أن الأطفال يتميزون بثقة لافتة بالنفس تدفعهم نحو استكشاف العالم من حولهم بشغف وفضول، ولا يترددون في طرح الأسئلة أو الإصرار على تحقيق رغباتهم، كما أن الابتسامة غالباً ما ترتسم على وجوههم، ويشعرون بفخر كبير عند مشاركة إنجازاتهم البسيطة، مثل الرسومات أو الأعمال اليدوية، مع الآخرين.
وعلى النقيض تماماً، أشار إلى أن الأطفال الذين يعانون من تقدير منخفض لذاتهم يميلون بشكل ملحوظ إلى الانسحاب الاجتماعي والكتمان، ويفضلون اتخاذ دور المتفرج بدلاً من المشارك الفعّال في الأنشطة.
وأضاف أن هؤلاء الأطفال يفتقرون إلى الشغف والحماس للاستكشاف، وغالباً ما يستسلمون بسرعة عند مواجهة أبسط التحديات، فيما تغيب الابتسامة عن وجوههم في معظم الأوقات.
وطرح الدكتور الجامع تساؤلاً جوهرياً موجهاً إلى أولياء الأمور، يحثهم من خلاله على التأمل في طبيعة البيئة التي يعيش فيها أطفالهم.
وشدد على ضرورة السعي الحثيث لتوفير مناخ أسري إيجابي ومحفز، قادر على بناء وتعزيز تقدير الذات لدى الأطفال، لما لذلك من أثر عميق ومباشر على صحتهم النفسية وسلوكياتهم الحاضرة وشخصيتهم المستقبلية.